و (قوله : " تقوم الساعة والروم أكثر الناس ") هذا الحديث رواه nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم من طريقين : أحدهما : لا تعقب فيه عليه ، والآخر : فيه تعقب . وهو الذي قال فيه : حدثني حرملة بن يحيى التجيبي ، حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=16472عبد الله بن وهب ، حدثني أبو شريح أن [ ص: 236 ] عبد الكريم بن الحارث حدثه أن المستورد القرشي قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ذلك . قال nindex.php?page=showalam&ids=14269الدارقطني : عبد الكريم لم يدرك المستورد ، والحديث مرسل .
قلت : هذا الإسناد ذكره nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم مردفا على الإسناد السليم الذي لا تعقب فيه ، وكأن nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلما تحقق ما قاله nindex.php?page=showalam&ids=14269الدارقطني ، ولذلك أردفه على الإسناد الأول الذي هو عمدته وعلى شرطه . وهذا وغيره مما تقدم مثله يدل على أن القسم الثالث الذي ذكره nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم في أول كتابه أدخله في مسنده ، والله أعلم .
وهذا الحديث قد صدقه الوجود ، فإنهم اليوم أكثر من في العالم غير يأجوج ومأجوج ; إذ قد عمروا من الشام إلى أقصى منقطع أرض الأندلس ، وقد اتسع دين النصارى اتساعا عظيما لم تتسعه أمة من الأمم ، وكل ذلك بقضاء الله تعالى وقدره . ووصف nindex.php?page=showalam&ids=13عبد الله بن عمرو لهم بما وصفهم به من تلك الأوصاف الجميلة ، إنما كانت غالبة على الروم الذين أدرك هو زمانهم ، وأما ما في الوجود منهم اليوم فهم أنجس الخليقة وأركسهم ، وهم موصوفون بنقيض تلك الأوصاف .
و (قوله : " وأجبر الناس عند مصيبة ") كذا رواية الجمهور ، وهو من جبرت العظم والرجل : إذا شددت مفاقره ، وقد فسر معنى هذه الرواية في الرواية الأخرى التي قال فيها : " وأسرعهم إفاقة بعد مصيبة " ووقع لبعضهم : " أصبر الناس " بدل : " أجبر الناس " . والأول أصح وأحسن .