(قوله : " بادروا ") أي : سابقوا بالأعمال الصالحة ، واغتنموا التمكن منها قبل أن يحال بينكم وبينها بداهية من هذه الدواهي المذكورة ، فيفوت العمل للمانع ، أو تعدم منفعته لعدم القبول ، وقد تقدم القول على أكثر هذه الست .
[ ص: 309 ] و (قوله : " وأمر العامة ") يعني : الاشتغال بهم فيما لا يتوجه على الإنسان فرضه ; فإنهم يفسدون من يقصد إصلاحهم ، ويهلكون من يريد حياتهم ، لا سيما في مثل هذه الأزمان التي قد مرجت فيها عهودهم وخانت أماناتهم ، وغلبت عليهم الجهالات والأهواء ، وأعانهم الظلمة والسفهاء ، وعلى هذا فعلى العامل بخويصة نفسه ، والإعراض عن أبناء جنسه إلى حلول رمسه ، أعاننا الله على ذلك بفضله وكرمه . وقد جاءت هذه الستة في إحدى الروايتين معطوفة بـ (أو) فيجوز أن تكون للتنويع ، أي : اتقوا أن يصيبكم أحد هذه الأنواع ، ويصح أن تكون بمعنى الواو ، كما جاء في الرواية الأخرى .