و (قوله " وخلق الأشجار يوم الاثنين ، وخلق المكروه يوم الثلاثاء ") ; أي : ما يكره مما يهلك أو يؤلم كالسموم والخشاش والحيوانات المضرة ، وقد ذكر هذا الحديث ثابث في كتابه ، وقال فيه " وخلق التقن يوم الثلاثاء " بدل " المكروه " ، قال : والتقن ما يقوم به المعاش ويصلح به التدبير كالحديد وغيره من [ ص: 343 ] جواهر الأرض ، وكل شيء يحصل به صلاح فهو تقن ، ومنه إتقان الشيء وإحكامه .
و (قوله " والنور يوم الأربعاء ") ، كذا الرواية الصحيحة المشهورة ، وقد وقع في بعض نسخ nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم " النون " بالنون - يعني به الحوت ، وكذا جاء في كتاب nindex.php?page=showalam&ids=15603ثابت في الأم ، وفي رواية أخرى " البحور " مكان " النور " .
قلت : وهذه الرواية ليست بشيء ; لأن الأرض خلقت بعد الماء وعلى الماء ، كما قال تعالى : وهو الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام وكان عرشه على الماء [ هود : 7 ] ; أي : قبل خلق السماوات والأرض . إلا إن أراد بالبحور الأنهار التي خلق الله تعالى في الأرض فله وجه ، والصحيح رواية النور ، ويعني به الأجسام النيرة كالشمس والقمر والكواكب ، ويتضمن هذا أنه تعالى خلق السماوات يوم الأربعاء ; لأن هذه الكواكب في السماوات ، ونورها : ضوؤها الذي بين السماء والأرض ، والله تعالى أعلم .