رواه أحمد (1 \ 389) ، والبخاري (125) ، ومسلم (2794) (32 و 33) ، والترمذي (3140) .
[ ص: 356 ] (11) ومن سورة الإسراء
قد تقدم الكلام في الإسراء وفي أحاديثه في كتاب الإيمان ، وتقدم الكلام في الروح في كتاب الصلاة ، وقد اختلف الناس في الروح التي سألت اليهود عنها النبي صلى الله عليه وسلم ; فقيل : هو عيسى عليه السلام . وقيل : هو جبريل عليه السلام . وقيل : هو روح الإنسان - وهذا الأخير هو الأولى ; لأن اليهود لا تقر بأن عيسى - عليه السلام - ولد بغير أب ، وجبريل عندها ملك معروف ، فتعين الثالث ، وهو الذي يناسب الإبهام في قوله حيث أجابهم بقوله : قل الروح من أمر ربي [ الإسراء : 85 ] أي : هو أمر عظيم وشأن كبير من أمر الله تعالى مبهما له ، [ ص: 357 ] وتاركا تفصيله ليعرف الإنسان على القطع عجزه عن علم حقيقة نفسه مع العلم بوجودها ، وإذا كان الإنسان في معرفة نفسه هكذا كان بعجزه عن إدراك حقيقة الحق أولى .
و (قوله " فأسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم ) بمعنى سكت ، يقال : سكت ، وأسكت - لغتان ، وقيل : معنى أسكت أطرق ساكتا .