وكانت عائشة بنت أبي بكر nindex.php?page=showalam&ids=41وحفصة تظاهران على سائر نساء النبي صلى الله عليه وسلم ، فقلت : يا رسول الله أطلقتهن ؟ قال : لا ، قلت : يا رسول الله إني دخلت المسجد والمسلمون ينكتون بالحصى يقولون : طلق رسول الله صلى الله عليه وسلم نساءه ، فأنزل فأخبرهم أنك لم تطلقهن ؟ قال : نعم إن شئت ، فلم أزل أحدثه حتى تحسر الغضب عن وجهه ، وحتى كشر فضحك ، وكان من أحسن الناس ثغرا ، ثم نزل نبي الله صلى الله عليه وسلم ، فنزلت أتشبث بالجذع ونزل رسول الله صلى الله عليه وسلم كأنما يمشي على الأرض ، ما يمسه بيده ، فقلت : يا رسول الله إنما كنت في الغرفة تسعة وعشرين ، قال : إن الشهر يكون تسعا وعشرين ، فقمت على باب المسجد فناديت بأعلى صوتي : لم يطلق رسول الله صلى الله عليه وسلم نساءه ، ونزلت هذه الآية : وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم [ النساء : 83 ] فكنت أنا أستنبط ذلك الأمر ، فأنزل الله عز وجل آية التخيير .
رواه مسلم (1479) (30) .
(30) ومن سورة التحريم
حديث nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس هذا قد تقدم في الإيلاء ، لكن بطريق غير هذا ، وألفاظ تخالف هذا ; فلذلك كررناه في المختصر .
[ ص: 415 ] (قوله : فإذا الناس ينكتون بالحصى ) أي : يخطون بها في الأرض ، فعل المهتم بالشيء ، المتفكر فيه .
و (قولها : يا nindex.php?page=showalam&ids=2ابن الخطاب عليك بعيبتك ) أي : بخاصتك وأهل بيتك ، ومنه قوله صلى الله عليه وسلم : " الأنصار كرشي وعيبتي " . وقد تقدم . والمشربة : الغرفة ، تقال بفتح الراء وضمها ، والأسكفة بضم الهمزة والكاف : عتبة الباب السفلى . والنقير من الخشب ، وهو الذي ينقر فيه مثل الدرج ليرقى عليه .
و (قوله : يا رباح استأذن لي عندك ) أي : بحضرتك وقربك ، أي : لا تؤخره ، [ ص: 416 ] وسكوت رباح ونظره nindex.php?page=showalam&ids=2لعمر احترام لحضرة النبي صلى الله عليه وسلم ، فكأنه كان يسمعه . والقرظ : شجر يدبغ به . والأفيق : الجلد قبل الدباغ . وابتدرت عيناي ، يعني : بالدموع . أي : غلبه البكاء فلم يملكه .
و (قوله : فإن طلقتهن فإن الله معك ) أي : بالمعونة على مرادك من الطلاق ، وعلى أن يبدلك خيرا منهن ، كما قال الله تعالى في الآية . ومعية الملائكة هي موافقتهم له على مراده ، ونصره على أضداده ، والله تعالى أعلم .
و (قوله : فلم أزل أحدثه حتى تحسر الغضب عن وجهه ) أي : انكشف الغضب . وكشر : كشف عن أسنانه ليضحك ، فضحك ، وقد سبق القول على ما في هذا الحديث مما يحتاج إلى التنبيه عليه في النكاح والإيلاء .
[ ص: 418 ] و (قوله : ونزلت هذه الآية : وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به [ النساء : 83 ] ) . ظاهر هذا أن هذه الآية نزلت بسبب هذه القضية لأجل استنباط nindex.php?page=showalam&ids=2عمر - رضي الله عنه - ما استنبط فيما وقع له فيها ووافقه الله تعالى على ما وقع له ، فأنزل القرآن على نحو ذلك . والاستنباط : الاستخراج ، وقد تقدم . وأذاعوا به : أفشوه ، يقال : ذاع الحديث يذيع ذيعا وذيوعا ، أي : انتشر ، وأذاعه غيره : إذا أفشاه ، ويقال : ذاع به ، بمعناه . وأولو الأمر : العلماء في قول nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة وغيره . وفي الآية من الفقه وجوب الرجوع إلى أقوال العلماء على من لا يحسن فهم الأحكام واستنباطها . قال الحسن : هي في الضعفاء أمروا أن يستخرجوا العلم من الفقهاء والعلماء . وقال nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة : نزلت هذه الآية في المنافقين ، كانوا يشيعون ما يهم به رسول الله صلى الله عليه وسلم من أمن من أراد تأمينه ، وإغزاء من أراد غزوه ; إرادة الإفساد .