[ ص: 114 ] (39) ومن باب : أول مسجد وضع في الأرض

قوله : وقد سأله nindex.php?page=showalam&ids=1584أبو ذر عن أول مسجد وضع في الأرض : المسجد الحرام ; وهو مسجد مكة . والمسجد الأقصى : هو مسجد بيت المقدس ، وسمي بالأقصى ; لبعده عن الحجاز ، أو لبعده عن الأقذار والخبائث ، فإنه مقدس ، والمقدس : المطهر ، ومنه : القدس : السطل الذي يستقى به الماء .

وقوله : أربعون عاما - وقد سئل عن مدة ما بينهما - فيه إشكال ; وذلك أن مسجد مكة بناه إبراهيم بنص القرآن ; إذ قال : وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت وإسماعيل [ البقرة : 127 ] الآية . والمسجد الأقصى بناه سليمان - عليه السلام - كما خرجه nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي بإسناد صحيح من حديث nindex.php?page=showalam&ids=13عبد الله بن عمرو ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - : nindex.php?page=hadith&LINKID=666947أن سليمان بن داود لما بنى بيت المقدس سأل الله تعالى خلالا ثلاثة : سأل الله تعالى حكما يصادف حكمه فأوتيه ، وسأل الله تعالى ملكا لا ينبغي لأحد من بعده فأوتيه ، وسأل الله تعالى حين فرغ من بناء المسجد ألا يأتيه أحد لا ينهزه إلا الصلاة فيه أن يخرجه من خطيئته كيوم ولدته أمه . وبين إبراهيم وسليمان آماد طويلة ; [ ص: 115 ] قال أهل التاريخ : أكثر من ألف سنة . ويرتفع الإشكال بأن يقال : الآية والحديث لا يدلان على أن بناء إبراهيم وسليمان لما بنيا ابتداء وضعهما لهما ، بل ذلك تجديد لما كان أسسه غيرهما وبدأه ، وقد روي أن أول من بنى البيت آدم - عليه السلام - . فعلى هذا فيجوز أن يكون غيره من ولده وضع بيت المقدس بعده بأربعين عاما ، والله تعالى أعلم .

وفي الأم قول nindex.php?page=showalam&ids=12402إبراهيم التيمي : كنت أقرأ على أبي القرآن في السدة ، فإذا قرأت السجدة سجد ، فقلت : يا أبت ! أتسجد في الطريق ؟ . . . ، الحديث ) كذا صح : السدة . ورواه nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي : في السكة ، و " في بعض السكك " ، وهذا هو المطابق لقوله : أتسجد على الطريق ؟ لكن السدة هنا إنما عنى بها سدة الجامع ، وهي الظلال التي حوله ، ومنه سمي nindex.php?page=showalam&ids=14468إسماعيل السدي ; لأن كان يبيع الخمر في سدة الجامع ، وكان التيمي يجلس فيها ويقرأ القرآن ، فإذا جاءت السجدة سجد .