قوله : من بنى لله مسجدا ; أي : مخلصا في بنائه لله تعالى ، كما قال في الرواية الأخرى : يبتغي به وجه الله . وقوله : بنى الله له في الجنة مثله : هذه المثلية ليست على ظاهرها ، ولا من كل الوجوه ، وإنما يعني أنه بنى له بثوابه بناء [ ص: 131 ] أشرف وأعظم وأرفع ، وكذلك في الرواية الأخرى : بنى الله له بيتا في الجنة ، ولم يسمه مسجدا . وهذا البيت هو - والله أعلم - مثل بيت nindex.php?page=showalam&ids=10640خديجة الذي قال فيه : إنه من قصب ، لا صخب فيه ولا نصب ; يريد : من قصب الزمرد والياقوت ، ويعتضد هذا بأن أجور الأعمال مضاعفة ، وأن الحسنة بعشر أمثالها ، وهذا كما قال في المتصدق بالثمرة : إنها تربى حتى تصير مثل الجبل ، ولكن هذا التضعيف هو بحسب ما يقترن بالفعل من الإخلاص والإتقان والإحسان ، ولما فهم nindex.php?page=showalam&ids=7عثمان هذا المعنى ; تأنق في بناء المسجد وحسنه وأتقنه ، وأخلص لله فيه ; رجاء أن يبنى له في الجنة قصر متقن مشرف مرفع ، وقد فعل الله تعالى له ذلك وزيادة ، رضي الله عنه .