الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                              صفحة جزء
                                                                                              827 [ 424 ] وعن جندب ، قال : سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - قبل أن يموت بخمس ، وهو يقول : إني أبرأ إلى الله أن يكون لي منكم خليل ، فإن الله تعالى قد اتخذني خليلا كما اتخذ إبراهيم خليلا ، ولو كنت متخذا من أمتي خليلا لاتخذت أبا بكر خليلا ، ألا وإن من كان قبلكم كانوا يتخذون قبور أنبيائهم وصالحيهم مساجد ، ألا فلا تتخذوا القبور مساجد ، إني أنهاكم عن ذلك .

                                                                                              رواه أحمد مسلم (532) .

                                                                                              التالي السابق


                                                                                              وقوله في حديث جندب : إني أبرأ إلى الله أن يكون لي منكم خليل ; أي : أبعد عن هذا وأنقطع عنه . وإنما كان ذلك ; لأن قلبه - صلى الله عليه وسلم - قد امتلأ بما تخلله من محبة الله تعالى وتعظيمه ، فلا يتسع لمخالة غيره ، أو لأنه - صلى الله عليه وسلم - قد انقطع بحاجاته كلها إلى الله ، ولجأ إليه في سد خلاته ، فكفاه ووقاه ، فلا يحتاج إلى أحد من المخلوقين ، وقد تقدم القول في الخلة والخليل .

                                                                                              [ ص: 130 ] وقوله : لو كنت متخذا من أمتي خليلا لاتخذت أبا بكر خليلا ; هذا يدل على أن أبا بكر أفضل الناس بعد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، وأنه مخصوص من منح الله ، ومن كريم مواهبه ، ومن محبة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - له ; بما ليس لأحد من بعده ، وهذا مذهب أهل السنة أجمعين ; من السلف الماضين والخلف اللاحقين .




                                                                                              الخدمات العلمية