وفي رواية ; قالت : فما رأيته بعد في صلاة إلا يتعوذ من عذاب القبر .
رواه nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد (6 \ 89 و 271)، nindex.php?page=showalam&ids=17080ومسلم (584) و (586) .
[ ص: 207 ] (58) ومن باب : الاستعاذة في الصلاة من عذاب القبر وغيره
قول اليهودية : إنكم تفتنون في القبور ; أي : تعذبون . كما قال الله تعالى : إن الذين فتنوا المؤمنين والمؤمنات [ البروج : 10 ] ; أي : عذبوهم . وقد قدمنا أن الفتنة تنصرف على وجوه ، وأن أصلها الاختبار .
وهذا الحديث وما في معناه يدل على صحة اعتقاد أهل السنة في عذاب القبر ، وأنه حق ، ويرد على المبتدعة المخالفين في ذلك ، وسيأتي إن شاء الله .
وارتياع النبي - صلى الله عليه وسلم - عند إخبار اليهودية بعذاب القبر إنما هو على جهة استبعاد ذلك للمؤمن ، إذ لم يكن أوحي إليه في ذلك شيء . ولذلك حققه على اليهود ، فقال : إنما تفتن يهود ، على ما كان عنده من علم ذلك . ثم أخبر أنه أوحي إليه بوقوع ذلك ، وحينئذ تعوذ منه ، ولما استعظم الأمر واستهوله أكثر الاستعاذة منه ، [ ص: 208 ] وعلمها ، وأمر بها ، وبإيقاعها في الصلاة ; ليكون أنجح في الإجابة ، وأسعف في الطلبة ; إذ الصلاة من أفضل القرب ، وأرجى للإجابة ، وخصوصا بعد فراغها ، ولذلك قال - صلى الله عليه وسلم - : nindex.php?page=hadith&LINKID=657752أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد ، فأكثروا الدعاء .
وفي هذا الحديث حجة على nindex.php?page=showalam&ids=11990أبي حنيفة ; حيث منع الدعاء في الصلاة إلا بألفاظ القرآن .