[ ص: 71 ] ( و )
المشتق مثل ( أبيض ونحوه ) كأسود وضارب ومضروب ( يدل على ذات متصفة ببياض ) أو سواد أو وجود ضرب ( لا ) على ( خصوصيتها به ) أي لا على أنها مختصة بذلك الوصف ، ثم إن علم منه شيء فهو على طريق الالتزام ، لا باعتبار كونه جزءا من مسماه . والذي يدل على ذلك : أن قولنا إن الأبيض جسم مستقيم ، ولو دل الأسود على خصوص الاسم ، لكان غير مستقيم ; لأنه حينئذ يكون معناه : الجسم ذو السواد جسم ، وهو غير مستقيم ، للزوم التكرار بلا فائدة ، وما أحسن ما قرره بعضهم بقوله : المشتق لا إشعار له بخصوصية الذات .
فالأسود - مثلا - ذات لها سواد ، ولا يدل على حيوان ، ولا غيره . والحيوان : ذات لها حياة ، لا خصوص إنسان ولا غيره ( والخلق غير المخلوق ، وهو ) أي
الخلق ( فعل الرب تعالى قائم به ، مغاير لصفة القدرة ) وهذا الصحيح عند أكثر أصحابنا
nindex.php?page=showalam&ids=14953والقاضي أخيرا ، وأئمة الشافعية وأهل الأثر . قال
الشيخ تقي الدين : الخلق فعل الله تعالى القائم به ، والمخلوقات المنفصلة عنه ، وحكاه
البغوي عن
أهل السنة ، ونقله
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري عن العلماء مطلقا ، فقال : قال علماء
السلف : إن خلق الرب تعالى للعالم ليس هو المخلوق ، بل فعله القائم به غير مخلوق . انتهى . ذكره في كتاب خلق أفعال العباد ، وهو قول
الكرامية ، وكثير من
المعتزلة وعند
nindex.php?page=showalam&ids=14953القاضي أولا
nindex.php?page=showalam&ids=13372وابن عقيل ،
nindex.php?page=showalam&ids=12737وابن الزاغوني ،
والأشعرية ، وأكثر
المعتزلة : أن الخلق المخلوق .
قال
الشيخ تقي الدين : ذهب هؤلاء إلى أن الله تعالى ليس له صفة ذاتية من أفعاله وإنما الخلق هو المخلوق ، أو مجرد نسبة ، أو إضافة ، وعند هؤلاء : حال الذات التي تخلق وترزق ولا تخلق ولا ترزق سواء . انتهى . والرب لا يوصف بما هو مخلوق له ، وإنما يوصف بما هو قائم به .