[
يفتي المفتي بما يعتقد أنه الصواب وإن كان خلاف مذهبه ] الفائدة الخامسة عشر [ ة ]
ليحذر المفتي الذي يخاف مقامه بين يدي الله سبحانه أن يفتي السائل بمذهبه الذي يقلده ، وهو يعلم أن مذهب غيره في تلك المسألة أرجح من مذهبه وأصح دليلا ، فتحمله الرياسة على أن يقتحم الفتوى بما يغلب على ظنه أن الصواب في خلافه ; فيكون خائنا لله ورسوله وللسائل وغاشا له ، والله لا يهدي كيد الخائنين ، وحرم الجنة على من لقيه وهو غاش للإسلام وأهله ، والدين النصيحة ، والغش مضاد للدين كمضادة الكذب للصدق والباطل للحق ، وكثيرا ما ترد المسألة نعتقد فيها خلاف المذهب
[ ص: 136 ] فلا يسعنا أن نفتي بخلاف ما نعتقده فنحكي المذهب الراجح ونرجحه ، ونقول : هذا هو الصواب ، وهو أولى أن يؤخذ به ، وبالله التوفيق .