صفحة جزء
[ السر في ضرب الأمثال ]

قالوا : قد ضرب الله سبحانه الأمثال وصرفها قدرا وشرعا ويقظة ومناما ، ودل عباده على الاعتبار بذلك ، وعبورهم من الشيء إلى نظيره ، واستدلالهم بالنظير على النظير ، بل هذا أهل عبارة الرؤيا التي هي جزء من أجزاء النبوة ونوع من أنواع الوحي ; فإنها مبنية على القياس والتمثيل ، واعتبار المعقول بالمحسوس ، ألا ترى أن الثياب في التأويل كالقمص تدل على الدين ، فما كان فيها من طول أو قصر أو نظافة أو دنس فهو في الدين كما أول النبي صلى الله عليه وسلم القميص بالدين والعلم ، والقدر المشترك بينهما أن كلا منهما يستر صاحبه ويجمله بين الناس ; فالقميص يستر بدنه والعلم والدين يستر روحه وقلبه ويجمله بين الناس

التالي السابق


الخدمات العلمية