[ ص: 182 ] مسألة
ضمير الجمع كقوله تعالى : {
وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة } وقوله : أنتم للمخاطبين ، وهم للغائبين ، فإنه ضمير يرجع إلى المذكورين أولا إن سبق ذكرهم ، وإلا رجع إلى المدلول الذي يجوز صرف الضمير إليه ، وإن كان في موضع الخطاب انصرف للمخاطبين .
فالحاصل أن عمومه وخصوصه يتقدر بقدر ما يرجع إليه ، وفيه دقيقة لا تخفى ، وهي أن لا يدخله التخصيص ، لأنه موضوع للكناية عن المراد ، فإن كان المراد عاما كان حقيقة ، وإن كان خاصا كان حقيقة ، فلا يثبت التخصيص ، لأنه عبارة عن خروج بعض ما يتناوله اللفظ وهو لا يتناول إلا المراد ، لأنه موضوع للكناية عن المراد ، فلا يقبل التخصيص .
وممن ذكر أن الكناية تابعة للمكنى في العموم والخصوص
الإمام في المحصول ،
والهندي في النهاية ، وقال صاحب الكبريت الأحمر : أما إذا قال : افعلوا ، فذكر
القاضي عبد الجبار في الدرس عن الشيخ
أبي عبد الله البصري أنه يحمل على الاستغراق ، وقال
أبو الحسين البصري : الأولى أن يصرف إلى المخاطبين ، سواء كانوا ثلاثة أو أكثر ، وأطلق
سليم في " التقريب " أن المطلقات لا عموم فيها ، لقوله تعالى : {
وأولو الأرحام بعضهم أولى ببعض } ولم يبين فيه ما هم أولى به ، وإنما يضمر فيه فلا يدعى فيه العموم ولا الخصوص ، وإنما يدعى في الألفاظ الظاهرة ، وكذلك الأعلام كزيد وعمرو لا عموم فيها . انتهى