مسألة [
توقف المطلوب التصديقي على مقدمتين ] يتوقف المطلوب التصديقي على مقدمتين لا يمكن الزيادة عليهما ولا النقصان عنهما ، وهذا قول أكثر العقلاء . قالوا : وهما كالشاهدين عند الحاكم . قالوا : والمقدمة الواحدة لا تنتج كما لا ينتج ذكر دون أنثى ، ولا . عكسه ، وإنما تكون النتيجة بازدواج مقدمتين . وعن
إمام الحرمين : أنه يصح إنتاج المقدمة الواحدة ، وقد استنكر عليه إلا أن يكون مراده أنه لا يلزم ذكر المقدمة الثانية إذا كانت مشهورة ، ويكون حذفها إذ ذاك من الدليل اختصارا لا اقتصارا ، وهذا لا خلاف فيه . وهذا كما لو استدللنا على وجوب الزكاة بقوله تعالى : {
وآتوا الزكاة } فإنه متوقف على مقدمة أخرى ، وهي أنه مأمور به ، وكل مأمور به فهو واجب ، فحذفت هذه اختصارا ، ولهذا يسمى بالمضمر . قالوا : وإنما تحذف لأحد ثلاثة أمور : إما الاختصار ، وإما أنه لو صرح بها لمنعها الخصم ، كقولنا : النبيذ مسكر فهو حرام ، فلو صرح بالكبرى وهي كل مسكر حرام لمنعها الخصم . وإما ; لأنها كاذبة فتضمر لئلا يظهر
[ ص: 154 ] كذبها فيكون إخفاؤها أروج للمغالطة . هذا إذا كان المحذوف الكبرى . فإن حذفت الصغرى سمي قياس الرمي ، ومنه قوله تعالى : {
لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا } فحذفت المقدمة الاستثنائية الناطقة برفع الثاني ، وهي " لكنهما لم تفسدا " {
إذا لابتغوا إلى ذي العرش سبيلا } فحذف منه ، ومعلوم أنهم لم يبتغوا .