إن قيل : إذا
جار الأئمة والحكام وعدلوا فهل يقوم عدلهم بجورهم ؟ فالجواب : إن ما فوتوه من الأموال مضمون عليهم في الدين ، إن فنيت حسناتهم طرح عليهم من سيئات من ظلموه ، ثم طرحوا في الجحيم . والتقدير : أخذ في الآخرة من ثواب حسناتهم . فإن فنيت حسناتهم طرح من ثواب حسناتهم ، فإن فنيت حسناتهم طرح عليهم من عقوبات - سيئات - من ظلموه بقدر ظلمه . وكذلك الحكم في الدماء والأبضاع والأعراض ، وفيما أخروه من الحقوق التي يجب تقديمها ، أو قدموه من الحقوق التي يجب تأخيرها ، فقد قال رب العالمين : {
ونضع الموازين القسط ليوم القيامة فلا تظلم نفس شيئا } الآية .