( فائدة ) إن قيل
أيهما أفضل النبوة أم الإرسال ؟ فنقول النبوة أفضل لأن النبوة إخبار عما يستحقه الرب من صفات الجمال ونعوت الكمال وهي متعلقة بالله من طرفيها ، والإرسال دونها ، أمر بالإبلاغ إلى العباد
[ ص: 237 ] فهو متعلق بالله من أحد طرفيه وبالعباد من الطرف الآخر ، ولا شك أن ما يتعلق من طرفيه أفضل مما يتعلق به من أحد طرفيه ، والنبوة سابقة على الإرسال فإن قول الله
لموسى : {
إني أنا الله رب العالمين } مقدم على قوله : {
اذهب إلى فرعون إنه طغى } فجميع ما تحدث به قبل قوله : اذهب إلى
فرعون نبوة ، وما أمره بعد ذلك من التبليغ فهو إرسال .
والحاصل أن النبوة راجعة إلى التعريف بالإله وبما يجب له ، والإرسال إلى أمر الرسول بأن يبلغ عنه إلى عباده أو إلى بعض عباده ما أوجبه عليهم من معرفته وطاعته واجتناب معصيته ، وكذلك الرسول عليه السلام لما قال له
جبريل : {
اقرأ باسم ربك الذي خلق } إلى قوله : {
إلى ربك الرجعى } كان هذا نبوة ، وكان ابتداء الرسالة حين جاء
جبريل : ب {
يا أيها المدثر قم فأنذر } .