الإعراب:
من قرأ: {لتصيبن} ؛ جاز أن يكون مقصورا من
لا تصيبن ، حذفت الألف؛ كما حذفت من (ما)، وهي أخت (لا) ؛ في نحو: (أم والله لأفعلن)، وشبهه، ويجوز أن تكون مخالفة لقراءة الجماعة؛ فيكون المعنى: أنها تصيب الظالم خاصة، وتقدم القول في معنى قراءة الجماعة، ودخول النون على
[ ص: 190 ] قراءتهم على مخرج جواب القسم، أو على أنه نهي بعد أمر، كما تقدم.
وقوله:
وتخونوا أماناتكم : يجوز أن يكون مجزوما بالعطف على
لا تخونوا ، ويجوز أن يكون منصوبا على الجواب؛ كقولك: (لا تأكل السمك، وتشرب اللبن).
وإذ قالوا اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك : {هو}: فاصلة، دخلت لتؤذن أن الخبر معرفة، أو لتؤذن أن {كان} ليست بمعنى (وقع)، وأن الخبر منتظر، أو لتؤذن أن {الحق} ليس بصفة لـ {هذا}، وإنما هو خبر.
وقوله تعالى:
وما كان صلاتهم عند البيت إلا مكاء وتصدية : من نصب {صلاتهم} ؛ فـ (المكاء)، و (التصدية)، وإن كانا نكرتين؛ فهما جنسان، ونكرة الجنس تفيد ما تفيد معرفته، فكأنه قال: وما كان صلاتهم عند البيت إلا المكاء والتصدية؛ أي: هذا الجنس من الفعل، ومثله قول حسان: [من الوافر].
..................... يكون مزاجها عسل وماء
ومن فتح (أن) من قوله:
فأن لله خمسه ؛ جعلها مؤكدة للأولى، أو
[ ص: 191 ] معطوفة عليها، ويقدر حذف خبر (أن) الأولى؛ التقدير: فاعلموا أن لله خمسه، وقيل: هي خبر مبتدأ محذوف؛ التقدير: فحكمه أن لله خمسه.
والقراءات المذكورة في (العدوة): لغات.
و {القصوى}: جاء على أصله، ومثله قوله: (خذ الحلوى، وأعطه المرى).
وقوله: ولكن ليقضي الله أمرا كان مفعولا : (اللام): متعلقة بمحذوف؛ المعنى: جمعهم ليقضي.
ومن أدغم {حيي عن بينة} ؛ فلأن الياء لما لزمتها الحركة؛ أشبهت الحروف الصحيحة، وكل موضع تلزم فيه الحركة يجوز فيه الإدغام، ومن لم يدغم؛ فلأن الماضي قد أجريت حركته مجرى حركة المعرب، وحركة الياء تزول عنها إذا اتصلت بالضمير؛ فصارت مثل حركة الإعراب، فلم
[ ص: 192 ] تدغم؛ كما لم تدغم في قوله:
أن يحيي الموتى [الأحقاف: 33]؛ لأن الحركة فيه تذهب في حال الرفع، وتذهب مع الياء في حال الجزم.
إذ يريكهم الله : موضع {إذ} نصب بإضمار (اذكر)،
وإذ يريكموهم : عطف عليها.
* * *