الإعراب:
ولا تنازعوا فتفشلوا : نصب {فتفشلوا} ؛ لأنه جواب النهي، ولا يجوز عند
nindex.php?page=showalam&ids=16076سيبويه حذف الفاء والجزم، وأجازه
nindex.php?page=showalam&ids=15080الكسائي .
وقال لا غالب لكم اليوم من الناس : {اليوم}: متعلق بالظرف، وكذلك
من الناس ، وقوله:
من الناس : يجوز أن يكون صفة
[ ص: 209 ] لـ
غالب ، ويجوز أن يكون حالا من الذكر الذي في
لكم .
ولو ترى إذ يتوفى الذين كفروا الملائكة يضربون وجوههم : موضع {يضربون} نصب بأنه حال من
الملائكة ، ويجوز أن يكون منقطعا مما قبله؛ على تقدير: وهم يضربون.
ورفع {الملائكة} -على قراءة من قرأ بالياء- يجوز أن يكون بالفعل الذي هو {يتوفى}، ويجوز أن يكون بالابتداء، والخبر {يضربون}، ويكون التمام:
إذ يتوفى الذين كفروا ؛ والمعنى: إذ يتوفى الله الذي كفروا، ولا يرتفع {الملائكة} في قراءة من قرأ بالتاء إلا بالفعل.
ذلك بما قدمت أيديكم : ابتداء وخبر، أو على تقدير: الأمر ذلك، وقوله:
وأن الله ليس بظلام للعبيد : التقدير: وبأن الله، فـ {أن} عطف على (ما)، ويجوز أن يكون التقدير: وذلك أن الله.
ذلك بأن الله لم يك مغيرا نعمة : موضع {ذلك}: يجوز أن يكون رفعا؛ على تقدير: الأمر ذلك، أو نصبا؛ على معنى: فعلنا بهم ذلك،
وأن الله : معطوف على {ذلك}.
[ ص: 210 ] {فشرد}: الذال لا وجه لها إلا أن تكون بدلا من الدال؛ لتقاربهما، ولا يعرف {فشرذ} في اللغة.
{ولا تحسبن الذين كفروا سبقوا}: من قرأ بالتاء؛ ففي الفعل ضمير الفاعل، و {الذين كفروا}: مفعول أول، و {سبقوا}: مفعول ثان، ومن قرأ بالياء؛ احتمل أن يكون في الفعل ضمير النبي صلى الله عليه وسلم، ويكون {الذين كفروا}، و {سبقوا} المفعولين.
ويجوز أن يكون {الذين كفروا}، فاعلين، والمفعول الأول محذوفا؛ المعنى: ولا يحسبن الذين كفروا أنفسهم سبقوا، ويجوز أن يقدر حذف (أن)، [فيكون المعنى: ولا يحسبن الذين كفروا أنهم سبقوا؛ فتسد (أن) مسد المفعولين، وحذفت (أن)]؛ كما أجاز
nindex.php?page=showalam&ids=16076سيبويه حذف (أن) في قوله:
أفغير الله تأمروني أعبد [الزمر: 64]، ونحوه؛ والتقدير عنده: أن أعبد.
[ ص: 211 ] ومن فتح الهمزة من {إنهم} فـ (أن) متعلقة بالجملة الأولى؛ والتقدير: ولا تحسبن الذين كفروا سبقوا؛ [لأنهم لا يعجزون، ويجوز أن تكون بدلا من {سبقوا}، على أن تكون {لا} زائدة؛ فيكون المعنى: ولا تحسبن الذين كفروا أنهم يعجزون.
والياء في {يعجزوني} على الإضافة، وحذف النون؛ لاجتماع النونين، حسب ما تقدم في {أتحاجوني} [الأنعام: 80].
ومن قرأ: {ومن ربط الخيل} ؛ فهو جمع (رباط) ؛ كـ (كتاب، وكتب)، وقد تقدم
رباط الخيل في التفسير.
ومن قرأ: {فاجنح لها} ؛ بضم النون؛ فهي لغة حكاها
nindex.php?page=showalam&ids=16076سيبويه ، والضم في مستقبل (جنح) هو القياس؛ لأنه فعل غير متعد.
وقوله:
ومن اتبعك من المؤمنين يجوز أن يكون موضع {من} رفعا، على العطف على اسم الله تعالى، أو على أنها ابتداء، والخبر مضمر؛ المعنى: ومن اتبعك من المؤمنين حسبهم الله، أو يكون نصبا على معنى: يكفيك الله، ويكفي من اتبعك.
وقوله:
عشرون صابرون : كسر عين (عشرين) [عند
nindex.php?page=showalam&ids=16076سيبويه ؛ لأن
[ ص: 212 ] (عشرين) ] من (عشرة) بمنزلة (اثنين) من (واحد)، وكذلك كسر أول (ستين) و (تسعين) ؛ كما كسر أول (ستة) و (تسعة).
ومن قرأ: ( إن تكن منكم عشرون ) ؛ بتاء؛ حمله على معنى: إن تكن منكم فرقة صابرة عددها عشرون، ومن ذكر مع (المئة) ؛ حمل على المعنى؛ لأنهم رجال، ومن أنث؛ فعلى لفظ (المئة)، ومن أنث المنعوت بـ {صابرة} خاصة؛ فلأن تأنيث النعت قواه.
و (الضعف) و (الضعف): لغتان، و {ضعفاء}: جمع (ضعيف).
ومن قرأ: {أن تكون له أسرى} بالتاء؛ فلتأنيث لفظ {أسرى}، ومن قرأ بالياء؛ فلأن (الأسرى) مذكرون، والفعل متقدم.
[ ص: 213 ] ومن قرأ: {والله يريد الآخرة} ؛ بالجر؛ فهو بعيد، ووجهه مع بعده: أنه لما قال:
تريدون عرض الدنيا ، فجرى ذكر (العرض) ؛ صار كأنه أعاده ثانيا، فكأنه قال: والله يريد عرض الآخرة، ونظيره قوله: [من المتقارب].
أكل امرئ تحسبين امرأ ونار توقد بالليل نارا
فناب ذكر (كل) في أول الكلام عن إعادتها في آخره، ولولا هذا التقدير؛ لكان عطفا على عاملين، وكذلك حذف المضاف من [والله يريد عرض الآخرة].
فعليكم النصر : ابتداء وخبر، ويجوز نصب {النصر} على الإغراء.
إلا تفعلوه : الهاء للتناصر والتوارث بالقرابة.
تكن فتنة بمعنى: تقع فتنة، وأجاز
nindex.php?page=showalam&ids=15080الكسائي النصب؛ على معنى: تكن فعلتكم ما سواه فتنة وفسادا كبيرا.
وكسر الواو من {ولايتهم} لغة، يجوز أن تكون من: (وليت الشيء)،
[ ص: 214 ] وقيل: كسرت؛ لأن قوله:
نولي بعض الظالمين [الأنعام: 129]، جنس من الصناعة؛ فأشبه (القصارة)، و (الخياطة)، ونظائرهما، ومن فتح؛ فهو مصدر؛ ومعناه: النسب أو النصرة.
* * *
هذه السورة مدنية، وعددها في المدنيين، والمكي،
nindex.php?page=showalam&ids=14102والبصري : ست وسبعون آية، وفي الكوفي: خمس وسبعون، وفي الشامي: سبع وسبعون.
اختلف منها في ثلاث آيات:
ثم تكون عليهم حسرة ثم يغلبون [36]: بصري، وشامي.
ليقضي الله أمرا كان مفعولا الأول [42]: عدها الجماعة سوى الكوفي.
هو الذي أيدك بنصره وبالمؤمنين [62]: عدها الجماعة سوى البصري.
* * *