( عن nindex.php?page=showalam&ids=6201عوف بن مالك ) رضي الله عنه; ( عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، قال: "خيار أئمتكم: الذين تحبونهم ويحبونكم، وتصلون عليهم ويصلون عليكم ".) أي يدعون لكم.
فيه: دليل على مشروعية محبة الأئمة، والدعاء لهم، وأن من كان من الأئمة محبا للرعية، ومحبوبا لديهم، وداعيا لهم، ومدعوا له منهم: فهو من خيار الأئمة.
( "وشرار أئمتكم: الذين تبغضونهم ويبغضونكم، وتلعنونهم ويلعنونكم") . يعني: من كان باغضا للرعية مبغوضا عندهم، يسبهم ويسبونه: فهو من شرارهم. وذلك لأنه إذا عدل فيهم وأحسن القول لهم: أطاعوه وانقادوا له، وأثنوا عليه. فلما كان هو الذي يتسبب بالعدل وحسن القول: إلى المحبة والطاعة، والثناء عليهم، كان من خيار الأئمة. ولما كان هو الذي يتسبب أيضا بالجور والشتم للرعية: إلى معصيتهم له وسوء القائلة منهم فيه، كان من شرار الأئمة.
[ ص: 336 ] ( قيل: يا رسول الله! أفلا ننابذهم بالسيوف؟ فقال: "لا. ما أقاموا فيكم الصلاة") .
ويمكن حمل حديث الباب، وما في معناه: على عدم القدرة على التغيير باليد واللسان.
[ ص: 337 ] ويمكن: أن يجعل مختصا بالأمراء، إذا فعلوا منكرا، لما في الأحاديث الصحيحة، من تحريم معصيتهم ومنابذتهم. فكفى في الإنكار عليهم: مجرد الكراهة بالقلب. لأن في إنكار المنكر عليهم باليد واللسان تظهر بالعصيان. وربما كان ذلك وسيلة إلى المنابذة بالسيف، وهي منهي عنها.