وفي رواية أبي بكر بن إسحاق: قال: "أسقنا. يا سهل! "].
(الشرح)
( عن nindex.php?page=showalam&ids=31سهل بن سعد) رضي الله عنهما ؛ ( قال : ذكر لرسول الله صلى الله عليه) وآله (وسلم امرأة من العرب . فأمر أبا أسيد) بضم الهمزة . واسمه " مالك " : ( أن يرسل إليها . فأرسل إليها فقدمت. فنزلت في أجم بني ساعدة) . بضم الهمزة والجيم . وهو " الحصن ". وجمعه : " آجام " بالمد . كعنق وأعناق .
قال أهل اللغة : الآجام " الحصون ".
( فخرج رسول الله صلى الله عليه) وآله ( وسلم ، حتى جاءها . فدخل عليها ، فإذا امرأة منكسة رأسها) . يقال : " نكس رأسه " بالتخفيف . فهو ناكس . "ونكس" ، بالتشديد . فهو " منكس " . إذا طأطأه .
فلما كلمها رسول الله صلى الله عليه) وآله ( وسلم ؛ قالت : أعوذ بالله منك . قال : "قد أعذتك مني ") . معناه : تركتك . وتركه [ ص: 516 ] " صلى الله عليه وآله وسلم " تزوجها : لأنها لم تعجبه ؛ إما لصورتها . أو لخلقها . وإما لغير ذلك .
( فقالوا لها : أتدرين من هذا ؟ فقالت : لا . فقالوا : هذا رسول الله صلى الله عليه) وآله ( وسلم ، جاءك ليخطبك . قالت : أنا كنت أشقى من ذلك . قال سهل : فأقبل رسول الله صلى الله عليه وآله ( وسلم يومئذ ، حتى جلس في سقيفة بني ساعدة ؛ هو وأصحابه . ثم قال : " أسقنا " لسهل . قال : فأخرجت لهم هذا القدح ، فأسقيتهم فيه . قال أبو حازم : فأخرج لنا سهل ذلك القدح ، فشربنا فيه . قال : ثم استوهبه بعد ذلك ، عمر بن عبد العزيز) رضي الله عنه ، ( فوهبه له) .
[ ص: 517 ] يعني : "القدح " الذي شرب منه رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم .
وأخرج أبو نعيم : "قال : قال علي بن الحسين : أنا رأيت القدح ، وشربت منه .
وذكر nindex.php?page=showalam&ids=14979القرطبي ؛ في مختصر nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري : أنه رأى في بعض النسخ ، من صحيح nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري : "قال nindex.php?page=showalam&ids=12070أبو عبد الله البخاري : رأيت هذا القدح ، بالبصرة وشربت منه " . وكان اشتري من ميراث النضر بن أنس " رضي الله عنه " ، بثماني مائة ألف . كذا في الفتح . وهذا القدح غير القدح المذكور في حديث الباب
. هذا ، وفيه : التبرك بآثار النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، وما مسه ، أو لبسه ، أو كان منه فيه سبب . قال النووي : وهذا نحو ما أجمعوا عليه ، وأطبق السلف والخلف عليه : من التبرك بالصلاة في مصلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، في الروضة الكريمة ، ودخول الغار الذي دخله صلى الله عليه وآله وسلم ، وغير ذلك .
قال : ومن هذا : إعطاؤه صلى الله عليه وآله وسلم أبا طلحة شعره ، ليقسمه بين الناس . وإعطاؤه صلى الله عليه وآله وسلم حقوه لتكفن فيه بنته " رضي الله عنها ". وجعله الجريدتين على القبرين . وجمعت " بنت ملحان " عرقه صلى الله عليه وآله وسلم . وتمسحوا بوضوئه . ودلكوا وجوههم بنخامته . وأشباه هذه كثيرة مشهورة في الصحيح . وكل ذلك واضح لا شك فيه . انتهى .
[ ص: 518 ] وأقول : نعم لا شك فيه . ولكن الاقتصار على المورد ، والاحتراز عما يوقع في خلاف السنة المطهرة : من الالتصاق بآثار الصالحين ، مع ترك هديهم وسمتهم ودلهم : nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد ، وأولى بالأخذ. ويكفي في هذا الباب : فعل ما فعله الصحابة بآثار النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، " بأبي هو وأمي ! " ولا يزيد عليه ولا ينقص منه . وهذا أرجح الأقوال . والله أعلم.