قال جابر : فما زلت أحب الخل ؛ منذ سمعتها من نبي الله صلى الله عليه وسلم . وقال nindex.php?page=showalam&ids=55طلحة : مازلت أحب الخل ؛ منذ سمعتها من nindex.php?page=showalam&ids=36جابر] .
(الشرح)
( عن nindex.php?page=showalam&ids=12027طلحة بن نافع ؛ أنه سمع nindex.php?page=showalam&ids=36جابر بن عبد الله) رضي الله عنهما ؛ ( يقول : أخذ رسول الله صلى الله عليه) وآله (وسلم ، بيدي ، ذات يوم ، إلى منزله . فأخرج إليه فلقا من خبز) هكذا هو في الأصول : " فلقا " وهو صحيح . ومعناه : أخرج الخادم ونحوه " فلقا ". وهي " الكسر " .
[ ص: 593 ] (فقال : " ما من أدم ؟ " فقالوا : لا. إلا شيء من خل . قال : " فإن الخل نعم الأدم ". قال جابر : فما زلت أحب الخل ؛ منذ سمعتها من نبي الله صلى الله عليه) وآله ( وسلم . وقال طلحة : ما زلت أحب الخل ؛ منذ سمعتها من جابر) .
وأما معنى الحديث ؛ فقال nindex.php?page=showalam&ids=14228الخطابي nindex.php?page=showalam&ids=14961وعياض : مدح الاقتصار في المأكل ، ومنع النفس عن ملاذ الأطعمة . تقديره : ائتدموا بالخل وما في معناه ، مما تخف مؤنته ، ولا يعز وجوده . ولا تتأنقوا في الشهوات ؛ فإنها مفسدة للدين ، مسقمة للبدن .
[ ص: 594 ] قال النووي : والصواب الذي ينبغي أن يجزم به : أنه مدح للخل نفسه . وأما الاقتصار في المطعم ، وترك الشهوات : فمعلوم من قواعد أخر .
وأما قول nindex.php?page=showalam&ids=36جابر : " فما زلت أحب الخل ؛ منذ سمعتها من نبي الله صلى الله عليه وآله وسلم "؛ فهو كقول nindex.php?page=showalam&ids=9أنس : " ما زلت أحب الدباء " . وهذا مما يؤيد ما قلناه في معنى الحديث : أنه مدح للخل نفسه . وقد ذكرنا مرات : أن تأويل الراوي إذا لم يخالف الظاهر : يتعين المصير إليه والعمل به ؛ عند جماهير العلماء ، من الفقهاء والأصوليين . وهذا كذلك . بل تأويل الراوي هنا ؛ هو ظاهر اللفظ ، فيتعين اعتماده . والله أعلم .
قال في النيل : قيل " وهو الصواب " : إنه ليس فيه تفضيل على اللحم واللبن والعسل والمرق . وإنما هو مدح له في تلك الحال التي حضر فيها . ولو حضر لحم أو لبن ؛ لكان أولى بالمدح منه . انتهى .