(عن nindex.php?page=showalam&ids=1584أبي ذر) رضي الله عنه: (عن النبي صلى الله عليه) وآله (وسلم؛ قال: "ثلاثة" لا يكلمهم الله يوم القيامة، ولا ينظر إليهم، ولا يزكيهم، ولهم عذاب أليم". قال: فقرأها رسول الله صلى الله عليه) وآله (وسلم؛ ثلاث مرات). هو على لفظ [ ص: 81 ] الآية الكريمة. ومعناه: لا يكلمهم تكليم أهل الخيرات، وبإظهار الرضى. بل بكلام أهل السخط والغضب.
وقيل: المراد: الإعراض عنهم. وقيل: لا يكلمهم كلاما ينفعهم ويسرهم.
ومعنى "لا ينظر إليهم": يعرض عنهم. ونظره تعالى لعباده: رحمة، ولطف بهم. فإذا لم ينظر إليهم؛ لم يرحمهم، ولم يلطف بهم.
ومعنى "لا يزكيهم": أي لا يطهرهم من دنس ذنوبهم. وقال nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج وغيره: لا يثني عليهم.
"وأليم" بمعنى: "مؤلم". قال nindex.php?page=showalam&ids=15466الواحدي: وهو العذاب الذي يخلص إلى قلوبهم: وجعه.
"والعذاب": كل ما يعيي الإنسان، ويشق عليه.
(فقال nindex.php?page=showalam&ids=1584أبو ذر: خابوا وخسروا. من هم يا رسول الله؟ قال: المسبل) إزاره: أي المرخي له، الجار طرفه خيلاء. كما جاء مفسرا في الحديث الآخر: nindex.php?page=hadith&LINKID=708633 "لا ينظر الله إلى من يجر ثوبه خيلاء". وهذا التقييد؛ يخصص عموم الإسبال، ويدل على أن المراد بالوعيد: من أسبله وجره خيلاء. ورخص النبي، صلى الله عليه وآله وسلم، في ذلك: nindex.php?page=showalam&ids=1لأبي بكر الصديق، رضي الله عنه. وقال: "إنك لست [ ص: 82 ] منهم". إذ كان إسباله وجره: لغير الخيلاء. وهو تصريح بأن مناط التحريم: الخيلاء، وأن الإسبال قد يكون للخيلاء. وقد يكون لغيره. فيكون الوعيد متوجها إلى من فعل ذلك اختيالا. والقول بأن: كل إسبال من المخيلة، أخذا بظاهر الحديث: ترده الضرورة. فإن كل أحد يعلم: أن من الناس من يسبل إزاره، مع عدم خطور "الخيلاء" بباله. قال nindex.php?page=showalam&ids=16935الطبري وغيره: وذكر إسبال الإزار وحده؛ لأنه كان عامة لباسهم. وحكم غيره من القميص وغيره: حكمه. انتهى.