الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                              معلومات الكتاب

                                                                                                                              السراج الوهاج من كشف مطالب صحيح مسلم بن الحجاج

                                                                                                                              صديق خان - محمد صديق حسن خان القنوجي الظاهري

                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                              3893 [ ص: 78 ] باب: لا ينظر الله إلى من يجر إزاره بطرا

                                                                                                                              وذكره النووي في: (الباب المتقدم).

                                                                                                                              (حديث الباب)

                                                                                                                              وهو بصحيح مسلم \ النووي ص 63 جـ 14 المطبعة المصرية

                                                                                                                              [ عن محمد (وهو ابن زياد) ؛ قال: سمعت أبا هريرة ورأى رجلا يجر إزاره، فجعل يضرب الأرض برجله، وهو أمير على البحرين وهو يقول: جاء الأمير. جاء الأمير. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن الله لا ينظر إلى من يجر إزاره بطرا " ].

                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                              (الشرح)

                                                                                                                              (عن محمد بن زياد؛ قال: سمعت أبا هريرة) - رضي الله عنه، (ورأى رجلا يجر إزاره، فجعل يضرب الأرض برجله، وهو أمير على البحرين - وهو يقول: جاء الأمير. جاء الأمير. قال رسول الله، صلى الله عليه) وآله (وسلم: إن الله لا ينظر) - أي: يوم القيامة - (إلى من يجر إزاره بطرا). معناه: الخيلاء. وفي القاموس: "البطر": النشاط. والأشر. وقلة احتمال النعمة. والدهش والحيرة. والطغيان. وكراهة الشيء، من غير أن يستحق الكراهة. انتهى.

                                                                                                                              [ ص: 79 ] قال النووي : قال أهل العلم: البطر، والكبر، والزهو، والتبختر؛ كلها بمعنى واحد. وهو حرام. "ومعنى لا ينظر الله": لا يرحمه ولا ينظر إليه نظر رحمة.

                                                                                                                              وتقدم: إن الإسبال يكون في الإزار، والقميص، والعمامة. قال ابن رسلان: والطيلسان، والرداء والشملة. قال ابن بطال: "إسبال العمامة" المراد به: إرسال العذبة، زائدا على ما جرت به العادة.

                                                                                                                              قال في النيل: وأما المقدار الذي جرت به العادة: هو ما فعله صلى الله عليه وآله وسلم، وأصحابه. قال: وتطويل أكمام القميص تطويلا زائدا على المعتاد: من الإسبال. انتهى.

                                                                                                                              قلت: وقد أحدث أقوام في هذا الزمان: عمائم كالأبراج. وكمائم كالأخراج. وفيه منابذة: للسنة الصحيحة الصريحة المستفيضة المشهورة، التي لا يباح خلافها في أي حال. وهذا من البطر في مكان لا يخفى على أحد، ممن يعرف أحوال الناس.




                                                                                                                              الخدمات العلمية