(عن nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة)، رضي الله عنها: (أنها اشترت نمرقة فيها تصاوير). "النمرقة" بضم النون والراء. ويقال: بكسرهما. ويقال: بضم النون وفتح الراء. ثلاث لغات. ويقال: "نمرق" بلا هاء. وهي وسادة صغيرة. وقيل: هي مرفقة.
(فلما رآها رسول الله صلى الله عليه) وآله (وسلم؛ قام على الباب ولم يدخل. فعرفت - أو فعرفت- في وجهه الكراهية. فقالت: يا رسول الله! أتوب إلى الله وإلى رسوله. فماذا أذنبت؟ فقال رسول الله صلى الله عليه) وآله (وسلم: "ما بال هذه النمرقة؟" قالت: اشتريتها لك، تقعد عليها وتوسدها. فقال رسول الله صلى الله عليه) وآله (وسلم: "إن أصحاب هذه الصور يعذبون. ويقال لهم: أحيوا ما خلقتم"). وفي رواية: nindex.php?page=hadith&LINKID=655495 "الذين يضعون الصور يعذبون يوم القيامة، يقال لهم... إلخ".
[ ص: 100 ] قال النووي : هذا الذي يسميه الأصوليون: أمر تعجيز. كقوله تعالى: فأتوا بعشر سور مثله}.
وهذا الحديث: صريح في تحريم تصوير الحيوان، وأنه غليظ التحريم.
وقال في النيل: هذا من باب التعليق بالمحال. والمراد: أنهم يعذبون يوم القيامة، ويقال لهم: لا تزالون في العذاب، حتى تحيوا ما خلقتم. وليسوا بفاعلين. وهو كناية: عن دوام العذاب، واستمراره. قال: وهذا الذي قدرناه في تفسير الحديث، مصرح بمعناه في حديث nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس. والأحاديث يفسر بعضها بعضا. انتهى.
(ثم قال: إن البيت الذي فيه الصور: لا تدخله الملائكة). أي: ملائكة الرحمة، وأما الحفظة فيدخلونه. وقد سبق بيان ذلك قريبا.
(وفي رواية: "قالت: فأخذته، فجعلته مرفقتين": تثنية مرفقة، كمكنسة. وهي المخدة. "فكان يرتفق بهما في البيت").
[ ص: 101 ] قال في القاموس: "ارتفق": اتكأ على مرفق يده، أو على المخدة.
قال في النيل: الحديث يدل على جواز افتراش الثياب، التي كانت فيها تصاوير، وعلى استحباب الارتفاق. لما يشعر به لفظ "كان"؛ من استمراره على ذلك. وكثيرا ما يتجنبه الرؤساء تكبرا.انتهى.