السراج الوهاج من كشف مطالب صحيح مسلم بن الحجاج

صديق خان - محمد صديق حسن خان القنوجي الظاهري

صفحة جزء
4958 باب: ما أحد أغير من الله عز وجل

وقال النووي: (باب غيرة الله تعالى، وتحريم الفواحش).

[ ص: 79 ] (حديث الباب)

وهو بصحيح مسلم \ النووي، ص 78 ج 17، المطبعة المصرية

(عن عبد الله بن مسعود؛ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ليس أحد أحب إليه المدح: من الله عز وجل. من أجل ذلك: مدح نفسه. وليس أحد أغير: من الله. من أجل ذلك: حرم الفواحش. وليس أحد، أحب إليه العذر: من الله. من أجل ذلك: أنزل الكتاب، وأرسل الرسل»).
(الشرح)

(عن عبد الله بن مسعود، رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه) وآله (وسلم: ليس أحد أحب إليه المدح: من الله عز وجل. من أجل ذلك: مدح نفسه).

حقيقة هذا، مصلحة للعباد. لأنهم يثنون عليه سبحانه وتعالى: فيثيبهم، فينتفعون. وهو- سبحانه - غني عن العالمين. لا ينفعه مدحهم، ولا يضره تركهم ذلك.

وفيه: تنبيه على فضل الثناء عليه سبحانه وتعالى، وتسبيحه، وتهليله، وتحميده، وتكبيره، وسائر الأذكار".

[ ص: 80 ] (وليس أحد أغير: من الله عز وجل) وفي رواية: «لا شيء أغير إلخ». (من أجل ذلك: حرم الفواحش).

«الغيرة»: بفتح الغين. وهي في حقنا الأنفة. وأما في حق الله تعالى، فقد فسرها بما يأتي بعد هذا، في حديث أبي هريرة.

وفي رواية أخرى: «حرم الفواحش: ما ظهر منها، وما بطن». «والفواحش»: جمع فاحشة. وهي كل خصلة قبيحة: من الأقوال، والأفعال.

(وليس أحد أحب إليه العذر: من الله. من أجل ذلك: أنزل الكتاب، وأرسل الرسل).

قال عياض: يحتمل أن المراد: «الاعتذار». أي: اعتذار العباد إليه سبحانه: من تقصيرهم، وتوبتهم: من معاصيهم، فيغفر لهم. كما قال تعالى: وهو الذي يقبل التوبة عن عباده .

التالي السابق


الخدمات العلمية