(عن nindex.php?page=showalam&ids=16243طارق بن شهاب ؛ قال : جاء رجل من اليهود إلى nindex.php?page=showalam&ids=2عمر ، فقال : يا أمير المؤمنين ! آية في كتابكم ، تقرأونها ، لو علينا نزلت - معشر يهود - لاتخذنا ذلك اليوم عيدا .
قال : وأي آية ؟ قال : «اليوم أكملت لكم دينكم ، وأتممت عليكم نعمتي ، ورضيت لكم الإسلام دينا .
فقال nindex.php?page=showalam&ids=2عمر : إني لأعلم اليوم الذي نزلت فيه ، والمكان الذي نزلت فيه ؛ نزلت على رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم : بعرفات ، في يوم جمعة ) .
وفي نسخة nindex.php?page=showalam&ids=13486ابن ماهان : «ليلة جمعة » .
قال النووي : وكلاهما صحيح . فمن روى «ليلة جمع » : فهي ليلة المزدلفة . وهو المراد بقوله : «ونحن بعرفات ، في يوم جمعة » . لأن ليلة جمع ، هي عشية يوم عرفات . ويكون المراد بقوله «ليلة جمعة » : يوم جمعة .
ومراد nindex.php?page=showalam&ids=2عمر رضي الله عنه : أنا قد اتخذنا ذلك اليوم عيدا من وجهين ؛ فإنه يوم عرفة ، ويوم جمعة . وكل واحد منهما عيد ، لأهل الإسلام . انتهى .
[ ص: 678 ] قلت : المراد بقوله : اليوم أكملت - على ما في(فتح البيان )- : يوم الجمعة ، وكان يوم عرفة ، بعد العصر ، في حجة الوداع . هكذا ثبت في الصحيحين ، من حديث عمر .
وقيل : نزلت في يوم الحج الأكبر .
وقال nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس : «نزلت في يوم عيدين : في يوم جمعة ، وعرفة » . أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=13948الترمذي ، وقال حسن غريب .
وفي معنى الإكمال : أقوال ضعيفة . ولا معنى للإكمال ، إلا وفاء النصوص بما يحتاج إليه الشرع : إما بالنص على كل فرد فرد ، أو باندراج ما يحتاج إليه : تحت العمومات الشاملة .
ويكفي في دفع الرأي - وأنه ليس من الدين - : قول الله تعالى هذا . فإنه إذا كان الله قد أكمل دينه ، قبل أن يقبض إليه نبيه ، صلى الله عليه وآله وسلم : فما هذا الرأي ، الذي أحدثه أهله ، بعد أن أكمل الله دينه ؟ لأنه [ ص: 679 ] إن كان من الدين في اعتقادهم : فهو لم يكمل عندهم ، إلا برأيهم . وهذا فيه رد للقرآن . وإن لم يكن من الدين : فأي فائدة في الاشتغال بما ليس منه ، وما ليس سنة ؟ فهو رد بنص السنة المطهرة ، كما ثبت في الصحيح . وهذه حجة قاهرة ، ودليل باهر ، لا يمكن أهل الرأي أن يدفعوه بدافع أبدا . فاجعل هذه الآية الشريفة ، أول ما تصك به : وجوه أهل الرأي ، وترغم به آنافهم ، وتدحض به حجتهم . فقد أخبرنا الله تعالى - في محكم كتابه - أنه أكمل دينه . ولم يمت رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم : إلا بعد أن أخبرنا بهذا الخبر عن الله عز وجل . فمن جاء بشيء من عند نفسه ، وزعم أنه من ديننا : قلنا له : إن الله أصدق منك ومن أصدق من الله قيلا ؟ » اذهب لا حاجة لنا في رأيك . وليت المقلدة للمذاهب ، والمتبعة للفروع ، والمتمسكة بآراء الرجال : فهموا هذه الآية حق الفهم ، حتى يستريحوا ويريحوا .
والكلام في هذا المقام يطول جدا ، إن شئت أن تطلع عليه ، وتسكن إليه : فعليك (بفتح البيان ) في هذا الموضع ، وفي غيره من المواضع ، التي لها دلالة واضحة : على رد التقليدات .