(عن nindex.php?page=showalam&ids=9أنس بن مالك ) رضي الله عنه ؛ (قال : قال أبو جهل : اللهم ! إن كان هذا ) أي القرآن ، الذي جاء به محمد ، صلى الله عليه وآله وسلم (هو الحق من عندك : فأمطر علينا حجارة من السماء ) المراد بالحجارة : السجيل . وهو حجارة مسومة ، أي : معلمة معدة ، لتعذيب قوم من العصاة . (أو ائتنا بعذاب أليم ) .
قالوا : «هذه المقالة » مبالغة في الجحود والإنكار . وسألوا أن يعذبوا بالرجم بالحجارة من السماء ، أو بغيرها من أنواع العذاب الشديد : (فنزلت : وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم ) يا محمد ! موجود . فإنك ما دمت فيهم بأرض مكة ، فهم في مهلة من العذاب ، الذي هو الاستيصال .
قال nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس : كان فيهم أمانان : النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، والاستغفار . فذهب النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، وبقي الاستغفار .
روي أنهم كانوا يقولون - في الطواف - : «غفرانك » ، فنزلت . أي وما كان الله معذبهم في حال كونهم مستغفرين .
وقيل : معناه : وفيهم من يستغفر من المسلمين . فلما خرجوا من بين أظهرهم : عذبهم بيوم بدر ، وما بعده .
وقيل : المعنى : وفي أصلابهم من يستغفر الله .
وقيل : هذا دعاء لهم إلى الإسلام والاستغفار : بهذه الكلمة .
[ ص: 696 ] وقال nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد ، وعكرمة : «يستغفرون » أي يسلمون . يعني لو أسلموا لما عذبوا .
قال أهل المعاني : دلت هذه الآية ، على أن الاستغفار : أمان وسلامة من العذاب .
والأحاديث عن رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم - في مطلق الاستغفار - كثيرة جدا ، معروفة في كتب الأحاديث . وتمام تفسير هذه الآيات في (فتح البيان ، في مقاصد القرآن ) فراجعه .