قال : فأتاه سعد ، فذكر له قول رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، فقال ثابت : أنزلت هذه الآية ، ولقد علمتم : أني من أرفعكم صوتا على رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، فأنا من أهل النار .
فذكر ذلك سعد للنبي ، صلى الله عليه وسلم ، فقال رسول الله ، صلى الله عليه وسلم : «بل هو من أهل الجنة » ) .
[ ص: 794 ] (الشرح)
(عن nindex.php?page=showalam&ids=9أنس بن مالك ) رضي الله عنه : (قال : لما نزلت هذه الآية : « يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي إلى آخر الآية ) وهو «ولا تجهروا له بالقول ، كجهر بعضكم لبعض : أن تحبط أعمالكم وأنتم لا تشعرون » : (جلس nindex.php?page=showalam&ids=215ثابت بن قيس ، في بيته ، وقال : أنا من أهل النار . واحتبس عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، فسأل النبي ، صلى الله عليه وآله وسلم : سعد بن معاذ ، فقال : يا أبا عمرو ! ما شأن ثابت ؟ أشتكى ؟ » فقال سعد : إنه لجاري ، وما علمت له بشكوى . قال : فأتاه سعد ، فذكر له قول رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم . فقال ثابت : أنزلت هذه الآية ، ولقد علمتم : أني من أرفعكم صوتا على رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، فأنا من أهل النار . فذكر ذلك سعد للنبي ، صلى الله عليه وآله وسلم ، فقال رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم : «بل هو من أهل الجنة » ) .
قال النووي : كان ثابت «رضي الله عنه » جهير الصوت ، وكان يرفع صوته ، وكان خطيب الأنصار . ولذلك اشتد حذره أكثر من غيره .
وفي تفسير (فتح البيان ) - في معنى الآية - : يحتمل : أن المراد : حقيقة رفع الصوت ، لأن ذلك يدل على قلة الاحتشام ، وترك الاحترام ؛ لأن خفض الصوت وعدم رفعه : من لوازم التعظيم والتوقير .
ويحتمل : أن يكون المراد : المنع من كثرة الكلام ، ومزيد اللغط .
قال : والأول أولى .
قلت : ولا مانع من الحمل على الجميع . وراجع التفسير المذكور (في معرفة ما يتعلق بتمام هذه الآية الشريفة ) ، وبالله التوفيق .