فقال : «ليس ذاك الحساب ، إنما ذاك العرض . من نوقش الحساب -يوم القيامة- عذب » ) .
(الشرح)
(عن nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة رضي الله عنها ؛ قالت : قال رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم : «من حوسب يوم القيامة ، عذب » فقلت : أليس قال الله تعالى : فسوف يحاسب حسابا يسيرا ؟ فقال : ليس ذلك الحساب ، إنما ذاك العرض . من نوقش الحساب - يوم القيامة - عذب » ) .
[ ص: 823 ] معنى نوقش : استقصي عليه . قال nindex.php?page=showalam&ids=14961عياض : «عذب » له معنيان ؛
أحدهما : أن نفس المناقشة ، وعرض الذنوب ، والتوقيف عليها : هو التعذيب . لما فيه من التوبيخ .
والثاني : أنه مفض إلى العذاب بالنار . ويؤيده : قوله - في الرواية الأخرى - : «هلك » مكان «عذب » . قال النووي : وهذا الثاني هو الصحيح .
ومعناه : أن التقصير ، غالب في العباد ؛ فمن استقصي عليه ، ولم يسامح : هلك ، ودخل النار . ولكن الله تعالى : يعفو ويغفر - ما دون الشرك - لمن يشاء .
قال : وفي إسناد هذا الحديث : «عبد الله بن أبي مليكة » عن nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة . هذا مما استدركه nindex.php?page=showalam&ids=14269«الدارقطني » على nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري ، ومسلم .
وقال : اختلف العلماء «عن nindex.php?page=showalam&ids=12531ابن أبي مليكة » : فروي عنه ، عن [ ص: 824 ] nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة . وروي عنه ، عن القاسم ، عنها . وهذا استدراك ضعيف ؛ لأنه محمول على أنه سمعه : «من القاسم ، عن nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة » . وسمعه أيضا : منها بلا واسطة ؛ فرواه بالوجهين . وقد سبقت نظائر هذا . انتهى .
وفي (فتح البيان ) : «حسابا يسيرا » أي : سهلا هينا ، لا مناقشة فيه . قال : لأنها تغفر ذنوبه ، ولا يحاسب عليها . وقال المفسرون : هو أن تعرض عليه سيئاته ، ثم يغفرها الله «فهو الحساب اليسير » .