قال : وأنا . والله ! هكذا سمعت رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، يقرؤها . ولكن هؤلاء يريدون : أن أقرأ : «وما خلق » ، فلا أتابعهم ) .
(الشرح)
(عن علقمة ؛ قال : قدمنا الشام ، فأتانا nindex.php?page=showalam&ids=4أبو الدرداء رضي الله عنه ؛ فقال : أفيكم أحد يقرأ على قراءة عبد الله ؟ فقلت : نعم . أنا . قال : فكيف سمعت عبد الله يقرأ هذه الآية : والليل إذا يغشى قال : سمعته يقرأ : والليل إذا يغشى . والذكر والأنثى » . قال : وأنا . والله ! هكذا سمعت رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم يقرؤها . ولكن هؤلاء يريدون : أن أقرأ : «وما خلق الذكر والأنثى » فلا أتابعهم ) .
قال nindex.php?page=showalam&ids=15140المازري : يجب أن يعتقد - في هذا الخبر ، وما في معناه أن ذلك كان قرآنا ، ثم نسخ . ولم يعلم من خالف النسخ ، فبقي على النسخ .
[ ص: 827 ] قال : ولعل هذا وقع من بعضهم ، قبل أن يبلغهم مصحف «عثمان » المجمع عليه ، المحذوف منه كل منسوخ .
وأما بعد ظهور «مصحف عثمان » ، فلا يظن بأحد منهم : أنه خالف فيه .
وأما nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود ؛ فرويت عنه روايات كثيرة ؛ منها ما ليس بثابت - عند أهل النقل - . وما ثبت منها - مخالفا لما قلناه - : فهو محمول على أنه كان يكتب في مصحفه : بعض الأحكام والتفاسير ؛ مما يعتقد أنه ليس بقرآن ، وكان لا يعتقد تحريم ذلك ، وكان يراه . كصحيفة يثبت فيها ما يشاء . وكان رأي nindex.php?page=showalam&ids=7عثمان والجماعة : منع ذلك ، لئلا يتطاول الزمان ، ويظن ذلك «قرآنا » .
قال : فعاد الخلاف إلى مسألة فقهية ، (وهي أنه : هل يجوز إلحاق بعض التفاسير - في أثناء المصحف - ؟
قال : ويحتمل ما روي «من إسقاط المعوذتين ، من مصحف nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود » أنه اعتقد أنه لا يلزمه : كتب كل القرآن ، وكتب ما سواهما ، وتركهما لشهرتهما عنده وعند الناس . والله أعلم . انتهى .
قال في (فتح البيان ) : قرأ الجمهور : «وما خلق الذكر والأنثى » [ ص: 828 ] وقرأ nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود : «والذكر والأنثى » ، بدون «وما خلق » .
قال : وقال المحلي «والخنثى المشكل » عندنا - : ذكر أو أنثى عند الله تعالى ، فيحنث بتكليمه : من حلف لا يكلم ذكرا ، ولا أنثى . انتهى .
وعبارة nindex.php?page=showalam&ids=14231الخطيب : «الخنثى » - وإن أشكل أمره عندنا - فهو عند الله غير مشكل ، معلوم بالذكورة أو الأنوثة . انتهت .
وقال الكرخي : يحنث بتكليمه ، لأن الله تعالى لم يخلق من ذوي الأرواح : من ليس ذكرا ولا أنثى . «والخنثى » إنما هو مشكل بالنسبة إلينا ، خلافا لأبي الفضل الهمداني فيما حكاه وجها : أنه نوع ثالث . ويدفعه قوله : يهب لمن يشاء إناثا ويهب لمن يشاء الذكور . ونحو ذلك قال الأسنوي . انتهى كلام (فتح البيان ) .
قلت : ويمكن أن يقال : إن قوله تعالى : أو يزوجهم ذكرانا وإناثا : يشمل الخنثى ، أو يشير إليه ، لأنه يصدق عليه : التزويج [ ص: 829 ] بالذكورة والأنوثة . والله أعلم .