(عن الأسود بن قيس ؛ قال : سمعت جندب بن سفيان رضي الله عنه ؛ يقول : اشتكى رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، فلم يقم ليلتين ، أو ثلاثا : فجاءته امرأة ، فقالت : يا محمد ! إني لأرجو أن يكون شيطانك قد تركك ؛ لم أره قربك ) : بكسر الراء . والمضارع «يقربك ، » بفتحها .
قال nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس : أي ما قطعك منذ أرسلك ، وما أبغضك .
وسمي الوداع : «وداعا » ، لأنه فراق ومتاركة . «وودعك » بتشديد الدال ، على القراءات الفصيحة المشهورة ، التي قرأ بها القراء السبعة .
وقرئ في الشاذ : بتخفيفها . قال nindex.php?page=showalam&ids=12074أبو عبيد : هو من «ودعه يدعه » . معناه : ما تركك .
[ ص: 831 ] قال nindex.php?page=showalam&ids=14961عياض : النحويون ينكرون أن يأتي منه ماض ، أو مصدر . قالوا : وإنما جاء منه : المستقبل ، والأمر ، لا غير . وكذلك «يذر » .
قال nindex.php?page=showalam&ids=14961عياض : وقد جاء الماضي والمستقبل منهما جميعا ، كما قال الشاعر :
وكأن ما قدموا لأنفسهم أكثر نفعا من الذي ودعوا
وقال :
ما الذي غاله في الواد ، حتى يدعه
«غاله » : بالغين المعجمة ، أي : أخذه . انتهى .
زاد في (فتح البيان ) : «التوديع » : أبلغ من «الوداع » : لأن من ودعك مفارقا ، فقد بالغ في تركك . قال المبرد : لا يكادون يقولون : «ودع » ، ولا «وذر » : لضعف الواو - إذا قدمت - واستغنوا عنها : بترك . قال أبو عبيدة : «ودعك » من «التوديع » ، كما يودع المفارق .
وقال الزجاج : لم يقطع الوحي . «والتوديع » استعارة تبعية للترك . [ ص: 832 ] فإن الوداع ، إنما يكون بين الأحباب ، ومن تعز مفارقته . هذه الحقيقة : لا تتصور هنا .
«والقلى » : البغض . يقال : «قلاه يقليه قلى » .
وقال : «وما قلى » ولم يقل : «وما قلاك » : لموافقة رؤوس الآي . انتهى .