بيان معنى الإسلام والإيمان والإحسان
«والإسلام» : هو انقياد الجوارح والأركان والأعضاء للشرع الشريف .
والإيمان» : هو تصديق القلب والجنان ، والفؤاد والخلد ، بما ذكر من الأملاك والمعاد وغيرها .
[ ص: 102 ] «والإحسان» : هو إخلاص الباطن الصادق في أعمال الجوارح وأفعال القلوب .
فمن جمع بين هذه كلها ، فقد استكمل الإيمان ، ومن أخل بشيء منها ، فهو من الإيمان في خسران أو نقصان .
وأصعب هذه الثلاثة اثنان : 1- الإسلام 2- ثم الإحسان; لأن العاصي غير منقاد ، وغير المخلص صاحب رياء أو نفاق .
والعامل بالأول ، والآتي بالثاني قليل جدا ، عزيز وجودا ، والمؤمنون بالله ، ورسله ، وكتبه ، وملائكته وغيرها كثيرون ، وكان منكرو القدر في زمن سالف ، وأما اليوم ، فهم في المسلمين أقل ، وفي غيرهم أكثر .
قال في «أشعة اللمعات» : «الإسلام» : اسم لظاهر الأعمال ، والإيمان» : اسم لباطن الاعتقاد ، و «الدين» عبارة عن مجموعهما .
وما قيل في العقائد : إن الإسلام والإيمان شيء واحد ، فهو بمعنى أن كل مؤمن مسلم ، وكل مسلم مؤمن ، ولا يجوز نفي أحدهما عن الآخر .
وفي الحقيقة : «الإسلام» ثمرة الإيمان ، وفرعه . وهو في اللغة بمعنى : الانقياد ، وامتثال الأمر ، وتسليم الحكم بلا إعراض واعتراض ، والتوازيع بالطبوع والرغبة .
وفي الشرع : عبارة عن الإطاعة والإتيان بأوامر الله تعالى ونواهيه ، والاعتمال بالأركان الخمسة المذكورة هنا . وللعلماء في ذلك كلام طويل ، والتحقيق ما ذكرناه .
قال : والظاهر من هذا الحديث : أن التكلم بلفظ الشهادة شرط في الإسلام ، فإن لم يتلفظ بالشهادة ، ويقول : أعلم ، لا يكون مسلما .
ولكن علم من الضرورة الدينية أن القول بمجرد لا إله إلا الله محمد
[ ص: 103 ] رسول الله يصيره مسلما ، وحيث إن صيغة «أشهد» وردت في الأحاديث ، لا بد وأن يكون التلفظ بها أولى وأصوب ، كذا قالوا . انتهى .
ولا بد في الإسلام من خمسة أركان . الركن الأول : التلفظ بالشهادتين .
والركن الثاني للإسلام : هو الصلاة ، وكونها ركنا وبناء له يفيد أن تاركها غير مسلم .
والمراد بإقامتها : تعديل الأركان ، ومحافظة شروطها ، ورعاية آدابها وسننها ، وقراءة الفاتحة فيها عقب الإمام ، والجهر بالتأمين ، والرفع لليدين ، وغيرها مما جاءت به السنة الصحيحة المطهرة المحكمة الصريحة .
والركن الثالث : الزكاة المفروضة على كل ذي نصاب ، وهي في اللغة بمعنى : التطهير ، والزيادة والنماء .
وإيتاؤها سبب لنمو المال ، وزيادته ، والبركة فيه ، وطهارة صاحبها عن رذيلة البخل والإمساك .
وتاركها فاسق بالاتفاق على الإطلاق ، بل هو من أعاظم الفساق; لأن الله ذكرها مع الصلاة في مواضع كثيرة ، وجعلها ركنا من أركان الدين ، وفريضة من فرائض الشرع المبين .
والركن الرابع : صوم رمضان ، وهو في اللغة : إمساك مطلق ، وفي الشرع : عبارة عن إمساك النفس عن الطعام ، والشراب ، والجماع .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=16004سفيان الثوري وغيره من أهل العلم : إنه يدخل فيه حفظ اللسان عن غيبة الإنسان . وعنده : الغيبة مفطرة له . وتارك الصوم له حكم الفاسق .
والصوم الكامل : أن يصون جميع أعضائه وحواسه ما نهى عنه الشرع أو كرهه .
[ ص: 104 ] والركن الخامس : الحج ، وهو قصد بيت الله الكعبة ، وتأدية مناسكه ، ووجوبه على المستطيع ، لا سواه .