صفحة جزء
بطلان محبة الشيعة لعلي -كرم الله وجهه-

وأما دعوة الرافضة لحبه، فهي منقوضة بمخالفتهم له -رضي الله عنه- في العلم، والعمل، والزي والشكل. ألا تراهم يحلقون اللحى، ويعفون الشوارب، ويفعلون أشياء لم تؤثر عنه في شيء من دواوين الإسلام؟ فدعواهم هذه نفاق في الحقيقة. وقد استحقوا بهذا النفاق ما استحق المنافقون من الولوج في الدرك السافل [ ص: 422 ] من النار، ونعوذ بالله من سوء الفهم وشامة الأعمال، ونفاق الأفعال والأقوال.

وفي حديث أم سلمة، قالت: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: « لا يحب عليا منافق، ولا يبغضه مؤمن » رواه أحمد، والترمذي، وقال: هذا حديث غريب إسنادا. قلت: وفيه أن من لا يحبه؛ كالخوارج والنواصب منافق، وحكم المنافق معلوم. فالرافضة والخارجة كلهم في الحقيقة أعداؤه، فليسوا بمؤمنين؛ لبغضهم إياه -عليه السلام- وإن ادعى بعضهم أنه يحبه، فإن الفعل منه يكذب قوله. ومن قال ولم يفعل، فهو المنافق، وعليه الذم في الكتاب والسنة. وقد ورد في حق الخوارج أنهم كلاب النار، وكيف لا يكونون كذلك وهم أشد بغضا لعلي -عليه السلام- من بين جميع الأنام؟!

وعن زيد بن أرقم : أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «من كنت مولاه، فعلي مولاه رواه أحمد، والترمذي .

وفي حديث البراء بن عازب -رضي الله عنه-: «أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لما نزل بغدير خم، أخذ بيد علي، فقال: «ألستم تعلمون أني أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟»، قالوا: بلى، قال: «ألستم تعلمون أني أولى بكل مؤمن من نفسه؟»، قالوا: بلى، فقال: «اللهم من كنت مولاه، فعلي مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه»، فلقيه عمر بعد ذلك، فقال له: حبيبنا: يا ابن أبي طالب! أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة . رواه أحمد.

قلت: «غدير خم» -بضم المعجمة وتشديد الميم-: اسم لغيضة على ثلاثة أميال من الجحفة، بها غدير ماء. قال في «القاموس»: موضع بين الحرمين.

[ ص: 423 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية