صفحة جزء
بيان ما يتخذ من السلاح

وفي باب السلاح: ما روي عن علي، قال: كانت بيد رسول الله صلى الله عليه وسلم قوس عربية، فرأى رجلا بيده قوس فارسية، قال: "ما هذه؟ ألقها وعليكم بهذه وأشباهها، ورماح القنا؛ فإنها يؤيد الله لكم في الدين، ويمكن لكم في البلاد" رواه ابن ماجه.

[ ص: 490 ] أفاد الحديث: أن الأفضل والأولى اتخاذ السلاح على هيئة سلاح العرب أي أسلحة كانت، بل فيه الأمر بإلقاء سلاح الفرس، والأمر باختيار أسلحة العرب، وفيه إشارة للمسلمين إلى إيثار زي العرب، ونهي له عن التشكل بشكل الأعاجم في كل خلق وأدب.

ولا ريب أن من علامات كمال الإيمان وتمام الإسلام أن يحب الرجل هيئات العرب في كل شيء؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم عربي، وقد دعا إلى زي العرب، والقرآن عربي، والحديث عربي، وسلف الأمة أكثرهم عربيون، ومن العرب جاءنا هذا الدين الشريف، فسعادتنا أن نجتهد في إبقاء ما أبقاه الرسول صلى الله عليه وسلم من مراسمهم في الزي والسلاح، الرماح وغيرها، ولا نختار مراسم العجم، ولا نرتضي بها أبدا، ولا نتخذها لنا دينا ومنهجا، مهما يمكن لنا ونقدر عليها ونستطيعها، فعربية النسب واللسان شرف لنا وأي شرف. اللهم لا تحرمنا.

التالي السابق


الخدمات العلمية