قوله: "وبالله التوفيق"، قال nindex.php?page=showalam&ids=14803أبو البقاء: هو الهداية إلى وفق الشيء، وقدره، وما يوافقه. وقال غيره: هو جعل الله فعل عبده موافقا لما يحبه ويرضاه .
وقوله: "المبدئ المعيد"، قال المصنف في شرح أسماء الله الحسنى: معناه: الموجد، لكن الإيجاد إذا لم يكن مسبوقا بمثله سمي إبداء، وإذا كان مسبوقا بمثله سمي إعادة، والله تعالى بدأ خلق الناس، ثم هو الذي يحشرهم، والأشياء كلها منه بدت، وإليه تعود، وبه بدت، وبه تعود. اهـ .
"الفعال لما يريد" أي: لا يمتنع عليه مراد من أفعاله وأفعال غيره، وقال: "الفعال" معناه: يفعل ما يريد على ما يراه، لا يعترض عليه أحد، ولا يغلبه غالب، فيدخل أولياءه الجنة، لا يمنعه مانع، ويدخل أعداءه النار، لا ينصرهم منه ناصر، ويمهل العصاة على ما يشاء إلى أن يجازيهم، ويعاجل بعضهم بالعقوبة إذا شاء؛ فهو يفعل ما يريد .
(ذي العرش) أي: خالقه ومالكه، والعرش: الجسم المحيط بسائر الأجسام، سمي به لارتفاعه، وقيل: هو الفلك الأعلى، والكرسي فلك الكواكب، وورد في الحديث: nindex.php?page=hadith&LINKID=848756 "ما السموات السبع والأرضون السبع في جنب الكرسي إلا كحلقة ملقاة في أرض فلاة". والكرسي عند العرش كذلك، وقال nindex.php?page=showalam&ids=14343الراغب: عرش الله مما لا يعلمه البشر إلا بالاسم. وقال غيره: العرش في الأصل سرير الملك، فعبر به عن ملكوت ربنا; لأنه ملك الملوك، وإليه يشير قول البيضاوي. وقيل: المراد بالعرش الملك .
(المجيد) يحتمل أن يكون صفة للعرش، ومجده: علوه وعظمه، أو صفة لله تعالى، أي: العظيم في ذاته وصفاته؛ فإنه واجب الوجود، قام بالقدرة والحكمة .
ونقل مكي عن بعض إنكار أن يكون المجيد نعتا للعرش; لأنه من صفات الله، وهو ممنوع؛ فإن العرش قد وصف بالكريم في آخر "المؤمنين" .
(والبطش الشديد) معطوف على ما قبله، والبطش: أخذ بعنف وصولة، ومعنى شدة بطشه: مضاعفة عنفه، وهكذا فسر قوله تعالى: : إن بطش ربك لشديد ، فقال: مضاعف عنفه، وقال السمين: ويقال: هو سرعة الانتقام، وعدم التؤدة في العفو، وقوله: إن بطش ربك لشديد تنبيه على أنه سريع الانتقام، كما صرح به في غير موضع، ولم يكفه أن ذكره بلفظ البطش حتى وصفه بالشدة، وفي هذه الجمل إشارة إلى أن جميع أفعال العباد مخلوقة لله تعالى، وأنه تعالى لا يجب عليه شيء; لأنها دالة على أنه يفعل ما يريد .