الدرجة الأولى أن لا يأخذ من أموالهم شيئا أصلا كما فعله الورعون منهم ، وكما كان يفعله الخلفاء الراشدون حتى أن nindex.php?page=showalam&ids=1أبا بكر رضي الله عنه حسب جميع ما كان أخذه من بيت المال فبلغ ستة آلاف درهم فغرمها لبيت المال وحتى أن nindex.php?page=showalam&ids=2عمر رضي الله عنه كان يقسم مال بيت المال يوما ، فدخلت ابنة له وأخذت درهما من المال فنهض nindex.php?page=showalam&ids=2عمر في طلبها حتى سقطت الملحفة من أحد منكبيه ودخلت الصبية إلى بيت أهلها تبكي وجعلت الدرهم في فيها فأدخل nindex.php?page=showalam&ids=2عمر إصبعه فأخرجه من فيها وطرحه على الخراج ، وقال : أيها الناس ليس nindex.php?page=showalam&ids=2لعمر ولا لآل nindex.php?page=showalam&ids=2عمر إلا ما للمسلمين قريبهم وبعيدهم .
وكسح nindex.php?page=showalam&ids=110أبو موسى الأشعري بيت المال فوجد درهما فمر بني nindex.php?page=showalam&ids=2لعمر رضي الله عنه فأعطاه إياه فرأى nindex.php?page=showalam&ids=2عمر ذلك في يد الغلام فسأله عنه ، فقال أعطانيه : أبو موسى فقال
يا أبا موسى : ما كان في أهل المدينة بيت أهون عليك من آل nindex.php?page=showalam&ids=2عمر ، أردت أن لا يبقى من أمة محمد صلى الله عليه وسلم أحد إلا طلبنا بمظلمة ، ورد الدرهم إلى بيت المال .
هذا مع أن المال كان حلالا ولكن خاف أن لا يستحق هو ذلك القدر ، فكان يستبرئ لدينه ويقتصر على الأقل امتثالا لقوله صلى الله عليه وسلم : دع ما يريبك إلى ما لا يريبك .
ولما سمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم من التشديدات في الأموال السلطانية حتى قال صلى الله عليه وسلم حين بعث nindex.php?page=showalam&ids=63عبادة بن الصامت إلى الصدقة اتق الله يا أبا الوليد لا تجيء يوم القيامة ببعير تحمله على رقبتك له رغاء أو بقرة لها خوار أو شاة لها ثؤاج فقال : يا رسول الله ، أهكذا يكون ؟ قال : نعم ، والذي نفسي بيده إلا من رحم الله .
الدرجة الأولى أن لا يأخذ من مالهم شيئا أصلا ) جل أو قل، (كما فعله الورعون منهم، وكما كان يفعله الخلفاء الراشدون حتى إن أبا بكر رضي الله عنه) يروى عنه أنه (حسب جميع ما كان يأخذه من مال بيت المال فبلغ ستة آلاف درهم فغرمها لبيت المال) ، وردها إليه، (وحتى أن nindex.php?page=showalam&ids=2عمر ) رضي الله عنه (كان يقسم مال بيت المال، فدخلت ابنة له) ، وكان يحبها حبا شديدا، (فأخذت درهما من المال فنهض nindex.php?page=showalam&ids=2عمر ) رضي الله عنه (في طلبها حتى سقطت الملحفة) ، وهي الرداء (عن أحد منكبيه) لاستعجاله، (ودخلت الصبية إلى بيت أهلها) فزعة (تبكي وجعلت الدرهم في فيها) أي: فمها حرصا عليه، (فأدخل nindex.php?page=showalam&ids=2عمر أصبعه فأخرجه من فيها وطرحه على الخراج، وقال: أيها الناس ليس nindex.php?page=showalam&ids=2لعمر ولا لآل nindex.php?page=showalam&ids=2عمر إلا ما للمسلمين قريبهم وبعيدهم) هذا وهو أمير المؤمنين وله في بيت المال حق ثابت .
(وكسح nindex.php?page=showalam&ids=110أبو موسى الأشعري ) رضي الله عنه (بيت المال) بعد تقسيم ما فيه على المستحقين (فوجد درهما فمر بني) تصغير ابن ( nindex.php?page=showalam&ids=2لعمر ) رضي الله عنه (فأعطاه أبو موسى الدرهم) المذكور، (فرأى nindex.php?page=showalam&ids=2عمر في يد الغلام الدرهم فسأله عنه، فقال: أعطاني أبو موسى) الأشعري (فقال: يا أبا موسى ما كان في أهل المدينة بيت أهون عليك من آل nindex.php?page=showalam&ids=2عمر ، أردت أن لا يبقى من أمة محمد ) صلى الله عليه وسلم (أحد إلا طلبنا بمظلمة، ورد الدرهم إلى بيت المال، هذا مع أن المال كان حلالا) ; لأنه كان مال الغنائم والفيء، (ولكن خاف أن لا يستحق هو ذلك القدر، فكان يستبرئ لدينه) أي: بطلب براءته، (ويقتصر على الأقل امتثالا لقوله صلى الله عليه وسلم: دع ما يريبك إلى ما لا يريبك ) ، تقدم مرارا (لقوله صلى الله عليه وسلم: nindex.php?page=hadith&LINKID=698469من ترك الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه ) ، وهو جزء من حديث nindex.php?page=showalam&ids=114النعمان بن بشير ، وقد تقدم شرحه والرواية: المشبهات، وفي أخرى المشتبهات، (ولما سمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم من التشديدات) والزواجر (في الأموال السلطانية حتى) أنه (قال حين بعث) أبا الوليد (عبادة بن الصامت) بن قيس الأنصاري الخزرجي المدني أحد النقباء بدري مشهور، وكان طوله عشرة أشبار، مات بالرملة سنة أربع وثلاثين عن اثنين وسبعين سنة (إلى الصدقة) ، أي: واليا يتولى قبضها من أربابها: (اتق الله يا أبا عبد الوليد ) ودعاه بالكنية ترحما (لا تجيء) ، وفي رواية: لا تأتي، قال nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري : لا مزيدة، أو أصلها لئلا تأتي بحذف اللام (يوم القيامة ببعير تحمله على رقبتك) هو ظرف وقع حالا من الضمير في تأتي مستعليا رقبتك بعير (له رغاء) بالضم أي: تصويت، (وبقرة لها خوار) بالضم كذلك، (وشاة تيعر) وفي نسخة: لها ثؤاج بالضم، صوت الغنم، (قال: يا رسول الله، أهكذا يكون؟ قال: نعم، والذي نفسي بيده) ، أي: في قبضة قدرته، (إلا من رحم الله) وتجاوز عنه. (قال) عبادة : (فوالذي بعثك بالحق لا أعمل على شيء أبدا) ، كذا في النسخ، والصواب على اثنين أبدا، أي: لا ألي الحكم على اثنين، ولا أقوم على أحد، وهذا دليل على كراهة الإمارة التي كان فيها مثل عبادة ونحوه من صالحي الأنصاري وأشراف المهاجرين، فإذا كان حال هؤلاء الذين ارتضاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم للولاية وخصهم بها، فما الظن بالولاية بعد ذلك، قال العراقي : رواه nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي في المسند من حديث nindex.php?page=showalam&ids=16248طاووس مرسلا nindex.php?page=showalam&ids=12201وأبي يعلى في المعجم من حديث nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر مختصرا أنه قاله nindex.php?page=showalam&ids=228لسعد بن عبادة ، وإسناده صحيح اهـ .
قلت: وأخرجه nindex.php?page=showalam&ids=14687الطبراني في الكبير هكذا من حديث عبادة ، ورجاله رجال الصحيح، قاله الهيتمي ، وأما حديث nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر فقد أخرجه أيضا nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير nindex.php?page=showalam&ids=14070والحاكم ، ولفظه: nindex.php?page=hadith&LINKID=656464يا سعد إياك أن تجيء يوم القيامة ببعير تحمله له رغاء .