لأن ذلك في المساجد فإنها متماثلة بعد هذه المساجد وإلا فلا فرق بين زيارة قبور الأنبياء والأولياء والعلماء في أصل الفضل وإن كان يتفاوت في الدرجات تفاوتا عظيما بحسب اختلاف درجاتهم عند الله .
وبالجملة زيارة الأحياء أولى من زيارة الأموات .
والفائدة من زيارة الأحياء طلب بركة الدعاء وبركة النظر إليهم .
فإن النظر إلى وجوه العلماء والصلحاء عبادة .
وفيه أيضا حركة للرغبة في الاقتداء بهم والتخلق بأخلاقهم وآدابهم هذا سوى ما ينتظر من الفوائد العلمية المستفادة من أنفاسهم وأفعالهم كيف ومجرد زيارة الأخوان في الله فيه فضل كما ذكرناه في .
كتاب الصحبة وفي التوراة سر أربعة أميال زر أخا في الله وأما البقاع فلا معنى لزيارتها سوى المساجد الثلاثة وسوى الثغور للرباط بها فالحديث ظاهر في أنه لا تشد الرحال لطلب بركة البقاع إلا إلى المساجد الثلاثة .
وقد ذكرنا فضائل الحرمين في كتاب الحج ، وبيت المقدس أيضا له فضل كبير خرج nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر من المدينة قاصدا بيت المقدس حتى صلى فيه الصلوات الخمس ثم كر راجعا من الغد إلى المدينة .
وقد سأل سليمان عليه السلام ربه عز وجل أن من قصد هذا المسجد لا يعنيه إلا الصلاة فيه أن لا تصرف نظرك عنه ما دام مقيما فيه حتى يخرج منه وأن تخرجه من ذنوبه كيوم ولدته أمه فأعطاه الله ذلك .
(فلنرجع إلى الغرض الذي كنا بصدده ولنبين القسم الثاني وهو أن يسافر لأجل العبادة إما الحج) إلى بيت الله الحرام (أو جهاد) في سبيل الله وقد ذكرنا فضل ذلك وآدابه وأعماله الظاهرة والباطنة في كتاب أسرار الحج فأغنانا عن ذكره ثانيا، (ويدخل في جملته زيارة قبور الأنبياء -عليهم السلام- وزيارة قبور الصحابة والتابعين وسائر العلماء) والشهداء (والأولياء) والصلحاء على اختلاف طبقاتهم، (وكل من يتبرك بمشاهدته في حياته يتبرك بزيارته بعد وفاته، ويجوز شد الرحال لهذا الغرض ولا يمنع من هذا قوله -صلى الله عليه وسلم-: nindex.php?page=hadith&LINKID=691902لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد مسجدي هذا والمسجد الحرام والمسجد الأقصى) ، وفي رواية بتقديم المسجد الحرام، رواه nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد والشيخان nindex.php?page=showalam&ids=11998وأبو داود nindex.php?page=showalam&ids=15397والنسائي nindex.php?page=showalam&ids=13478وابن ماجه من حديث nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة، ورواه أيضا سوى nindex.php?page=showalam&ids=11998أبي داود من حديث nindex.php?page=showalam&ids=44أبي سعيد، ورواه nindex.php?page=showalam&ids=13478ابن ماجه وحده من حديث nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر، وقد تقدم في أسرار الحج؛ (لأن ذلك في المساجد فإنها متماثلة بعد هذه المساجد وإلا فلا فرق بين زيارة قبور الأنبياء وبين الأولياء والعلماء في أصل الفضل وإن كان يتفاوت في الدرجات تفاوتا عظيما بحسب اختلاف درجاتهم عند الله) ، وهنا بحث مشهور للشيخ أبي العباس ابن تيمية تقدم نقله في كتاب الحج والجواب عنه (وبالجملة زيارة الأحياء أولى من زيارة الأموات) وقالوا في المثل: كلب جوال خير من أسد رابض .
(والفائدة من زيارة الأحياء طلب بركة الدعاء) منهم (و) طلب (بركة النظر إليهم، فإن النظر إلى وجوه العلماء والصالحين) من عباده (عبادة) فإنهم إذا رؤوا ذكر الله، والذكر عبادة (وفيه أيضا حركة للرغبة في الاقتداء بهم والتخلق بأخلاقهم وآدابهم هذا سوى ما ينتظر من الفوائد العلمية المستفادة من) بركات (أنفاسهم وأفعالهم كيف ومجرد زيارة الإخوان في الله فيه فضل) وأجر وهو مستحب ومندوب إليه (كما ذكرنا في كتاب الصحبة و) قيل مكتوب (في التوراة) سر ميلا عد مريضا سر ميلين شيع جنازة سر ثلاثة أميال أجب دعوة (سر أربعة أميال زر أخا في الله) قال صاحب القوت: وقد رويناه في خبر عن بعض [ ص: 389 ] أهل البيت .
(وأما البقاع فلا معنى لزيارتها سوى المساجد الثلاث وسوى الثغور المرابط بها) في وجه العدو، (فالحديث) المذكور (ظاهر في أنه لا تشد الرحال لطلب بركة البقاع إلا إلى المساجد الثلاث) وفي القوت: وإن سافر إلى بعض الثغور ناويا رباط أربعين يوما أو ثلاثة أيام فحسن، وإن قصد عبادان فرابط فيها ثلاثا فقد انتابها ثلاثمائة من العلماء والعباد للرباط فيها ما يجل وصفه. روي عن nindex.php?page=showalam&ids=8علي -رضي الله عنه- أنه سأل رجلا بالبصرة أن يرابط بعبادان ثلاثا ويشركه في صحبته، وقال بعض العارفين: كوشفت بالأبصار فرأيت الثغور كلها تسجد لعبادان.