ما حال من كان له واحد غيب عنه ذلك الواحد
وليس الموت عدما ، إنما هو فراق لمحاب الدنيا ، وقدوم على الله تعالى ، فإذا سالك طريق الآخرة هو المواظب على أسباب هذه الصفات الثلاث ، وهي الذكر ، والفكر ، والعمل الذي يفطمه عن شهوات الدنيا ، ويبغض إليه ملاذها ، ويقطعه عنها ، وكل ذلك لا يمكن إلا بصحة البدن وصحة البدن لا تنال إلا بقوت وملبس ومسكن ويحتاج كل واحد إلى أسباب فالقدر الذي لا بد منه من هذه الثلاثة إذا أخذه العبد من الدنيا للآخرة لم يكن من أبناء الدنيا ، وكانت الدنيا في حقه مزرعة للآخرة ، وإن أخذ ذلك لحظ النفس وعلى قصد التنعم صار من أبناء الدنيا والراغبين ، في حظوظها ، إلا أن الرغبة في حظوظ الدنيا تنقسم إلى ما يعرض صاحبه لعذاب الآخرة ، ويسمى ذلك حراما ، وإلى ما يحول بينه وبين الدرجات العلا ، ويعرضه لطول الحساب ، ويسمى ذلك حلالا ، والبصير يعلم أن طول الموقف في عرصات القيامة لأجل المحاسبة أيضا عذاب : فمن نوقش الحساب ، عذب .ما حال من كان له واحد غيب عنه ذلك الواحد
وليس الموت عدما، إنما هو الفراق لمحاب الدنيا، وقدوم على الله تعالى، فإذا سالك طريق الآخرة هو المواظب على) حيازة (أسباب هذه الصفات الثلاث، وهي الذكر، والفكر، والعمل الذي يفطمه عن شهوات الدنيا، ويبغض إليه ملاذها، ويقطعه عنها، وكل ذلك لا يمكن إلا بصحة البدن) ; لأن سقمه مما يشوش عليه، ويعوقه من حيازة تلك الأسباب (وصحة البدن لا تنال إلا بقوت) يقيم عمارة البدن (وملبس) يواري [ ص: 120 ] عورته (ومسكن) يأوي إليه فيطمئن قلبه، ويحتاج كل واحد من هذه الثلاثة (إلى أسباب) كثيرة (فالقدر الذي لا بد منه من هذه الثلاثة إذا أخذه العبد من الدنيا للآخرة) ، أي: للوصول إليها (لم يكن من أبناء الدنيا، وكانت الدنيا في حقه مزرعة) ، أي: بمنزلة بقعة يزرع فيها (ل) أجل (الآخرة، وإن أخذ ذلك لحظ النفس) ، وقضاء الشهوة (وعلى قصد التنعم صار من أبناء الدنيا، و) من (الراغبين في حظوظها، إلا أن الرغبة في حظوظ الدنيا تنقسم إلى ما يعرض صاحبه لعذاب في الآخره، ويسمى ذلك حراما، وإلى ما يحول بينه وبين الدرجات العلى، ويعرضه لطول الحساب، ويسمى ذلك حلالا، والبصير يعلم أن طول الموقف في عرصات القيامة لأجل الحساب أيضا عذاب: فمن نوقش العذاب، فقد عذب) .