اعلم أن العمل إذا لم يكن خالصا لوجه الله تعالى ، بل امتزج به شوب من الرياء ، أو حظوظ النفس ، فقد اختلف الناس في أن ذلك هل يقتضي ثوابا أم يقتضي عقابا أم لا يقتضي شيئا أصلا ، فلا يكون له ولا عليه . أما الذي لم يرد به إلا الرياء فهو عليه قطعا ، وهو سبب المقت والعقاب .
وأما الخالص لوجه الله تعالى فهو سبب الثواب وإنما النظر في المشوب .
(اعلم ) هداك الله تعالى (أن العمل إذا لم يكن خالصا لوجه الله تعالى، بل امتزج به شوب من الرياء، أو حظوظ النفس، فقد اختلف في أن ذلك هل يقتضي ثوابا أم يقتضي عقابا أم لا يقتضي شيئا أصلا، فلا يكون له ولا عليه .
فهذه الأخبار إنما تدل كلها على حبوط العمل وبطلانه؛ لتمحيصه للرياء، وهذا لا خلاف فيه بين العلماء، وإن كل ما كان بهذه المثابة فهو على المرء لا له، ولا ينجو منه كفافا، بل هو على خطر العقاب، إلا أن يتوب من ذلك توبة يقبلها الله منه، ويعفو عنه بكرمه كرما وفضلا .
(وأما الخالص لوجه الله تعالى فهو سبب الثواب ) كما دلت بذلك أيضا الأخبار التي تقدم ذكرها، وهذا أيضا لا خلاف فيه بين العلماء .
(وإنما النظر في ) العمل (المشوب ) وهو أن يكون الباعث على طلب عمل من أعمال الطاعات مجموع القصدين، قصد وجه الله تعالى والقصد الدنيوي، وقد اختلف الأئمة فيه .
فمنهم من قال: لا يقتضي هذا العمل ثوابا ولا عقابا، ومنهم من قال: يثاب على ما فيه من الإخلاص .