(اعلم ) هداك الله تعالى (أن لفظ الصدق ) قد تسمى به الله - تبارك وتعالى- بقوله: وإنا لصادقون وهو وصف ذاتي له تعالى، راجع إلى معنى كلامه، فالصدق ما تضمنه كلامه من شهادته لنفسه بالوحدانية، وبجميع [ ص: 72 ] ما أثنى على نفسه، وبأن لا فاعل حقيقة إلا هو .
فأما حقيقته في العباد فهو استواء السريرة والعلانية، والظاهر والباطن، وهو (يستعمل في ستة معان: صدق في القول، وصدق في النية والإرادة، وصدق في العزم، وصدق في الوفاء بالعزم، وصدق في العمل، وصدق في تحقيق مقامات الدين كلها، فمن اتصف بالصدق في جميع ذلك ) من أقواله وأفعاله وأحواله (فهو صديق؛ لأنه مبالغة من الصدق ) كما هو مقتضى باب فعيل .