كما رأيته قد ذكره بعض فضلاء المتكلمين من أصحاب
أبي المعالي، أظنه
أبا الحسن الطبري المعروف بإلكيا، أو بعض نظرائه ذكر في
[ ص: 95 ] كتابه في الكلام لما استدل على حدوث العالم بدليل الأعراض، المشهور عن
المعتزلة وأتباعهم من
الأشعرية والكرامية وغيرهم - قال: (فأما الركن الرابع، وفيه المعركة، والتشاجر عنده يحصل، وهو
إثبات استحالة حوادث لا أول لها، وقد أطبق المليون وأتباع الأنبياء كلهم على استحالة حوادث لا أول لها - وقال ملحدة الفلاسفة بإثبات حوادث لا أول لها) .
وقال: في مسألة حلول الحوادث بعد أن ذكر قول
الكرامية قال: (واعلم أن المشبهة أيضا يقولون: إن الحوادث تقوم به، وإن لم يصرحوا به، فهم
والكرامية في إثبات الجهة وقيام الحوادث بذات القديم، على حد سواء. وذلك أنهم يجوزون على الله الجيئة والذهاب، والنزول والصعود، والانتقال، فيقولون: هذه الأشياء لم تكن فكانت، وهذا هو الحادث. ثم أثبتوا له التحيز، وذلك لا يقوم إلا بمتحيز) .
قال: (وقد أثبتوا حوادث لا أول لها) .
قال: ولا تصول الملحدة إلا بهذا، وقد دللنا على بطلانه، وأنه لا يتم القول بحدوث العالم إلا بإبطاله) .