وهذا الذي ذكرناه بين واضح متفق عليه بين العقلاء من حيث الجملة، وبه يتبين أن
إثبات التعارض بين الدليل العقلي والسمعي، والجزم بتقديم العقلي، معلوم الفساد بالضرورة، وهو خلاف ما اتفق عليه العقلاء.
وحينئذ فنقول: الجواب من وجوه:
أحدها:
أن قوله: «إذا تعارض النقل والعقل» إما أن يريد به القطعيين، فلا نسلم إمكان التعارض حينئذ.
وإما أن يريد به الظنيين، فالمقدم هو الراجح مطلقا.
[ ص: 87 ]
وإما أن يريد به ما أحدهما قطعي، فالقطعي هو المقدم مطلقا، وإذا قدر أن العقلي هو القطعي كان تقديمه لكونه قطعيا، لا لكونه عقليا.
فعلم أن تقديم العقلي مطلقا خطأ، كما أن جعل جهة الترجيح كونه عقليا خطأ.