قال nindex.php?page=showalam&ids=12251الإمام أحمد عن الجهمية: "فإن سألهم الناس عن قوله [ ص: 176 ] تعالى ليس كمثله شيء [سورة الشورى: 11]، يقولون: ليس كمثله شيء من الأشياء، وهو تحت الأرضين السابعة، كما هو فوق العرش، لا يخلو منه مكان، ولا يكون في مكان دون مكان، ولم يتكلم، ولا يتكلم، ولا ينظر إليه أحد في الدنيا ولا في الآخرة، ولا يوصف، ولا يعرف بصفة، ولا بعقل، ولا غاية، ولا له غاية، ولا منتهى، ولا يدرك بعقل، هو وجه كله، وهو علم كله، وهو سمع كله، وهو بصر كله، وهو نور كله، وهو قدرة كله، ولا يكون شيئين مختلفين - وفي نسخة: ولا يوصف بوصفين مختلفين وليس له أعلى ولا أسفل - ولا نواحي ولا جوانب ولا يمين ولا شمال، ولا هو ثقيل ولا خفيف، ولا له لون ولا له جسم، وليس هو معقولا، وكل ما خطر على قلبك أنه
[ ص: 177 ] شيء تعرفه فهو خلافه. فقلنا: هو شيء؟ فقالوا: هو شيء لا كالأشياء. فقلنا: إن الشيء الذي لا كالأشياء، قد عرف أهل العقل أنه لا شيء فعند ذلك تبين للناس أنهم لا يأتون بشيء - وفي نسخة: لا يثبتون شيئا - ولكنهم يدفعون عن أنفسهم الشنعة. فإذا قيل لهم: من تعبدون؟ قالوا: نعبد من يدبر أمر هذا الخلق. فقلنا: هذا الذي يدبر أمر هذا الخلق، هو مجهول لا يعرف بصفة؟ قالوا: نعم. فقلنا: قد عرف المسلمون أنكم لا تأتمون بشيء، وإنما تدفعون عن أنفسكم الشنعة بما تظهرون. فقلنا لهم: هذا الذي يدبر: هو الذي كلم
موسى؟ فقالوا: لم يتكلم ولا يتكلم، لأن الكلام لا يكون إلا بجارحة، والجوارح على الله منتفية. فإذا سمع الجاهل قولهم يظن أنهم من أشد الناس تعظيما لله، ولا يشعر أنهم إنما يقودون قولهم إلى فرية في الله.
[ ص: 178 ]
فهذا الذي وصفه
nindex.php?page=showalam&ids=12251الإمام أحمد وغيره من علماء السلف من كلام
الجهمية، هو كلام من وافقهم من
القرامطة الباطنية، والمتفلسفة المتبعين
لأرسطو nindex.php?page=showalam&ids=13251كابن سينا وأمثاله، ممن يقول: إنه الوجود المطلق، أو المقيد بالقيود السلبية، ونحو ذلك، وهو حقيقة كلام القائلين بوحدة الوجود.
ولهذا ذكر عنهم أنهم سلبوه كل ما يتميز به موجود عن موجود، فسلبوه الصفات والأفعال وسائر ما يختص بموجود.