[ ص: 158 ] مسائل عقدية
[ ص: 160 ] * وسئل أيضا عن من
يعتقد أن كرامات الأولياء حق، وأن منهم من يكاشف ماضي ومستقبل، فهل هذا الاعتقاد صحيح أم لا؟
أجاب رضي الله عنه: كرامات الأولياء حق باتفاق أئمة أهل الإسلام والسنة والجماعة، وقد دل عليه القرآن في غير موضع، والأحاديث الصحيحة، والآثار المتواترة عن الصحابة والتابعين وغيرهم.
وإنما أنكرها أهل البدع من
المعتزلة والجهمية ومن تابعهم.
وأما أئمة الإسلام وشيوخه المقبولون عند الله فلم ينكروها، لكن كثيرا ممن يدعيها أو تدعى له يكون كذابا أو ملبوسا عليه.
وأيضا، فإنها لا تدل على عصمة صاحبها، ولا على وجوب اتباعه في كل ما يقول.
بل قد تصدر بعض الخوارق من الكشف وغيره عن بعض الكفار من المشركين وأهل الكتاب ومن هو شر منهم، كما ثبت في الصحيح أن
الدجال يقول للسماء: أمطري، فتمطر، ويقول للأرض: أنبتي، فتنبت، وأنه يقتل واحدا ثم يحيا، وأنه تخرج خلفه كنوز الذهب والفضة.
[ ص: 162 ]
ولهذا اتفق أئمة الدين على أن الرجل لو طار في الهواء، أو مشى على الماء، لم يغتر به حتى ينظر وقوفه عند الأمر والنهي الذي بعث الله به رسوله صلى الله عليه وسلم.
وهذه جملة مختصرة مفصلة مبسوطة في غير هذا الموضع، والله أعلم، والحمد لله رب العالمين.
قال الإمام
شمس الدين بن المحب: نقلت هذه المسألة من خط الشيخ
تقي الدين أبي بكر الدريبي رحمه الله تعالى، ونقلتها من خطه.
* * *