[ ص: 307 ] رسالة في قوله - صلى الله عليه وسلم -:
nindex.php?page=hadith&LINKID=689663 "إذا دخل أحدكم على أخيه المسلم فأطعمه طعاما
فليأكل من طعامه ولا يسأل عنه" [ ص: 308 ] [ ص: 309 ] الحمد لله رب العالمين، وصلى الله على سيدنا
محمد وآله أجمعين، وسلم تسليما.
روى
nindex.php?page=showalam&ids=12251الإمام أحمد في "مسنده" : حدثنا
حسين بن محمد، ثنا
nindex.php?page=showalam&ids=14429مسلم -يعني ابن خالد- عن
nindex.php?page=showalam&ids=15944زيد بن أسلم عن
سمي عن
أبي صالح عن
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة قال: قال - صلى الله عليه وسلم -:
nindex.php?page=hadith&LINKID=689663 "إذا دخل أحدكم على أخيه المسلم فأطعمه طعاما، فليأكل من طعامه ولا يسأله عنه، وإن سقاه شرابا من شرابه فليشرب من شرابه ولا يسأله عنه".
هذا حديث رواه مشهورون،
nindex.php?page=showalam&ids=14429ومسلم بن خالد الزنجي وثقه بعض الأئمة وضعفه بعضهم. وقد روي هذا الحديث من وجه آخر عن
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة، رواه
ابن عجلان عن
nindex.php?page=showalam&ids=15985المقبري عن
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة ، وقد روي موقوفا. وقد رأيت للشيخ
nindex.php?page=showalam&ids=13332أبي عمر بن عبد البر رسالة أملاها حين بلغه -وهو
بشاطبة- أن قوما عابوه بأكل طعام السلاطين وقبول جوائزهم:
قل لمن ينكر أكلي لطعام الأمراء
أنت من جهلك هذا
في محل السفهاء
لأن الاقتداء بالصالحين من الصحابة والتابعين وأئمة الدين من المسلمين والسلف الماضين هو ملاك الدين، فقد كان
nindex.php?page=showalam&ids=47زيد بن ثابت [ ص: 310 ] -وكان من الراسخين في العلم- يقبل جوائز
nindex.php?page=showalam&ids=33معاوية وابنه
nindex.php?page=showalam&ids=17374يزيد، وكان
nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر مع ورعه وفضله يقبل هدايا صهره
nindex.php?page=showalam&ids=8494المختار بن أبي عبيد، ويأكل طعامه ويأخذ جوائزه، وكان
nindex.php?page=showalam&ids=8494المختار غير مختار.
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=10عبد الله بن مسعود -وكان قد ملئ علما من قرنه إلى مشاعبه- لرجل سأله فقال: إن لي جارا يعمل الربا، ولا يجتنب في مكسبه الحرام، يدعوني إلى طعامه إذا جئت، فقال: لك المهنأ وعليه المأثم ما لم تعلم الشيء بعينه حراما.
وسئل
nindex.php?page=showalam&ids=7عثمان بن عفان عن جوائز السلطان فقال: لحم ظبي ذكي.
وكان
nindex.php?page=showalam&ids=14577الشعبي -وهو من كبار التابعين وعلمائهم- يؤدب بني
nindex.php?page=showalam&ids=16491عبد الملك بن مروان، ويقبل جوائزه، ويأكل طعامه.
وكان
nindex.php?page=showalam&ids=12354إبراهيم النخعي وسائر علماء
الكوفة nindex.php?page=showalam&ids=14102والحسن البصري -مع زهده وورعه- وسائر علماء
البصرة nindex.php?page=showalam&ids=12031وأبو سلمة بن عبد الرحمن nindex.php?page=showalam&ids=11795وأبان بن عثمان والفقهاء السبعة -حاشا
nindex.php?page=showalam&ids=15990سعيد بن المسيب- يقبلون جوائز السلاطين والأمراء. وقبل
nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن nindex.php?page=showalam&ids=14577والشعبي جائزة
ابن هبيرة لما سألهما عن حاله مع
عبد الملك. وكان
nindex.php?page=showalam&ids=16004سفيان الثوري مع فضله وورعه يقول: جوائز السلطان أحب إلي من صلات الإخوان، لأن الإخوان يمنون والسلطان لا يمن.
ومثل هذا عن العلماء والفضلاء كثير، وقد جمع الناس فيه أبوابا،
ولأحمد بن خالد فقيه
الأندلس وعالمها في ذلك كتاب حمله على جمعه ووضعه طعن أهل بلاده عليه في قبوله جوائز
عبد الرحمن الناصر إذ نقله إلى
المدينة بقرطبة، وأسكنه دارا من دور الجامع قربه، وأجرى عليه الرزق من الطعام والشراب والإدام والناض. وله ولمثله في بيت
[ ص: 311 ] المال حظ، والمسئول عن التخليط فيه هو السلطان، كما قال
nindex.php?page=showalam&ids=10عبد الله بن مسعود: لك المهنأ وعليه المأثم لما لم تعلم الشيء بعينه حراما.
ومعنى قول
nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود هذا قد اجتمع عليه العلماء ما لم تعلم الشيء بعينه حراما مأخوذا من غير حله، كالخبزة وشبهها من الطعام والثوب والدابة، وما كان مثل ذلك كله من الأشياء المبيعة غصبا أو سرقة، أو مأخوذة بظلم بين لا شبهة فيه، فهذا الذي لم يختلف أحد في تحريمه وسقوط عدالة مستحل الحلة وأخذه وتملكه، وما أعلم أحدا من علماء التابعين تورع عن جوائز السلطان إلا
nindex.php?page=showalam&ids=15990سعيد بن المسيب بالمدينة nindex.php?page=showalam&ids=16972ومحمد بن سيرين بالبصرة، وهما قد ذهبا مثلا بالورع، وسلك سبيلهما في ذلك
nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد بن حنبل وأهل الزهد والورع والتقشف رحمة الله عليهم أجمعين.