سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد

الصالحي - محمد بن يوسف الصالحي الشامي

صفحة جزء
السابع : في خاتمه الحديد الملوي عليه فضة .

روى أبو داود والنسائي بسند جيد وله شواهد عند ابن سعد ، وابن سعد عن إبراهيم رحمه الله تعالى عن معيقب رضي الله تعالى عنه قال : كان خاتم رسول الله صلى الله عليه وسلم من حديد ملوي عليه فضة ، قال : فربما كان في يدي ، وقال : وكان معيقب على خاتم رسول الله صلى الله عليه وسلم يعني أنه كان أمينا عليه .

[ ص: 333 ] وروى ابن سعد عن مكحول قال : كان خاتم رسول الله صلى الله عليه وسلم من حديد ملوي عليه فضة ، غير أن فصه باد .

وروى أيضا وابن أبي خيثمة عن إسحاق بن سعيد عن أبيه عن خالد بن سعيد قال : أنه أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي يده خاتم له فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : «ما هذا الخاتم ؟ » فقال : خاتم اتخذته ، فقال : «اطرحه إلي » فطرحته ، فإذا هو خاتم من حديد ملوي عليه فضة ، فقال : «ما نقشته ؟ » فقال : «محمد رسول الله » فأخذه رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو الذي كان في يده .

وروى ابن سعد قال أخبرنا أحمد بن محمد الأزرقي المكي ، حدثنا عمرو بن يحيى بن سعيد القرشي عن جده قال : دخل عمرو بن سعيد بن العاص حين قدم من الحبشة على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : «ما هذا الخاتم في يدك يا عمرو ؟ » فقال : هذه حلقة يا رسول الله قال : «فما نقشها ؟ » قال : محمد رسول الله ، فأخذه رسول الله صلى الله عليه وسلم فتختمه ، فكان في يده حتى قبض ، ثم في يد أبي بكر رضي الله تعالى عنه حتى قبض ثم في يد عمر رضي الله تعالى عنه حتى قبض ، ثم لبسه عثمان رضي الله تعالى عنه فبينا هو جالس على شفتها يأمر بحفرها إذ سقط الخاتم ، وكان عثمان يكثر إخراج خاتمه من يده وإدخاله ، فالتمسوه فلم يقدروا عليه .

التالي السابق


الخدمات العلمية