تنبيهات
الأول : قال
العراقي لم ينقل كيف كانت
صفة الخاتم أمربعا أم مثلثا أم مدورا ؟ إلا أن التربيع أقرب إلى النقش فيه ، وحميد الراوي للحديث سئل عن ذلك ، فلم يدر كيف كان ، رواه
nindex.php?page=showalam&ids=11868أبو الشيخ في الأخلاق النبوية .
الثاني : ما روى
ابن سعد عن
أحمد بن محمد بن الوليد الأزرقي حدثنا
عطاف بن خالد عن
عبد الأعلى بن أبي فروة عن
nindex.php?page=showalam&ids=15990سعيد بن المسيب قال :
ما تختم رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا nindex.php?page=showalam&ids=2عمر حتى لقي الله تعالى .
وروى
nindex.php?page=showalam&ids=13863البزار nindex.php?page=showalam&ids=14687والطبراني عن
nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر رضي الله تعالى عنهما قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=937578لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا أبو بكر ، ولا عمر ، يلبسون خواتيمهم حتى قدم أبان على nindex.php?page=showalam&ids=2عمر رضي الله عنه بعد أن كانوا يتخذونها ، ولا يلبسونها - رجاله رجال الصحيح غير ابن لهيعة .
قال
أبو الحسن الهيثمي : وهو وإن كان حسن الحديث ما يحتمل هذا منه ، كما خالف فيه الأثبات الذين رووا عن
nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يلبس الخاتم .
وروى
nindex.php?page=showalam&ids=14687الطبراني برجال الصحيح غير
nindex.php?page=showalam&ids=16457ابن لهيعة عن
nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر رضي الله تعالى عنهما قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=937578لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولا أبو بكر ولا عمر يلبسون الخواتم ، ولا يطبعون كتابا حتى كتب زياد بن أبي سفيان إلى عمر : إنك تكتب إلينا بأشياء ما نجد لها طوابع ، فاتخذ عند ذلك خاتما [ ص: 335 ] فطبع به . قال
الهيثمي : وهو مخالف للأحاديث الصحيحة .
الثالث : قال بعض العلماء :
كان في خاتمه صلى الله عليه وسلم من السر شيء ، كما كان في خاتم
سليمان عليه السلام ، لما فقد خاتمه ذهب ملكه ،
nindex.php?page=showalam&ids=7وعثمان رضي الله تعالى عنه لما فقد خاتم النبي صلى الله عليه وسلم انتقض عليه الأمر ، وخرج عليه الخارجون ، وكان ذلك ابتداء الفتنة التي أفضت إلى قتله ، واتصلت إلى آخر الزمان .
الرابع : قال الحافظ : ونسبة سقوط الخاتم من
nindex.php?page=showalam&ids=7عثمان رضي الله تعالى عنه مجازية ، وإنما سقط من يد
معيقيب فقد أخرج
nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي عن
نافع ، وقال فيه : وكان في يد
nindex.php?page=showalam&ids=7عثمان ست سنين من عمله ، فلما كثر عليه الفتن دفعه إلى رجل من الأنصار ، كان يختتم به ، فخرج الأنصاري إلى قليب لعثمان فسقط منه فلم يوجد ، وفي رواية
أيوب بن موسى عن
نافع عنه قال : وهو الذي سقط من
معيقيب في
بئر أريس .
الخامس : قال الحافظ : في كون
نقش الخاتم ثلاثة أسطر كما تقدم ، ظاهره أنه لم يكن فيه زيادة على ذلك ، وأنه على هذا الترتيب لكن لم تكن كتابته على الترتيب العادي ، فإن ضرورة الاحتياج إلى أن يختم به يقتضي أن تكون الأحرف المنقوشة ملوية ليطبع الختم مستويا ، وأما قول بعض الشيوخ : إن كتابته كانت من فوق ، يعني الجلالة أعلى الأسطر الثلاثة ، ومحمد أسفلها ، فلم أر التصريح بذلك من شيء من الأحاديث ، بل رواية
nindex.php?page=showalam&ids=13779الإسماعيلي يخالف ظاهرها ذلك ، فإنه قال : محمد سطر ، والسطر الثاني رسول والثالث الله .
السادس : قال الحافظ : لا تعارض بين حديث الخاتم الذي فصه حبشي ، والخاتم الذي فصه منه لأنه إما أن يحمل على التعدد ، وحينئذ فمعنى قوله : حبشي أي كان حجرا من بلاد
الحبشة أو على لون الحبشة أو كان جزعا أو عقيقا لأن ذلك يؤتى به من بلاد
الحبشة ، ويحتمل أن يكون فصه منه ، ونسب إلى
الحبشة لصفة فيه ، إما الصناعة وإما النقش ، قلت : والأول أظهر ، والله تعالى أعلم ، لما قال
nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي : هذا يدل على أنه صلى الله عليه وسلم كان له خاتمان ، أحدهما فصه حبشي ، والآخر فصه منه ، إن كان الزهري حفظ حديث من ورق ، والأشبه بسائر الروايات أن الذي كان فصه حبشيا هو الخاتم الذي اتخذه من ذهب ، ثم طرحه ،
واتخذ خاتما من ورق انتهى ، وذكر أنه لا يسمى خاتما إلا إذا كان له فص ، فإن كان بلا فص فهو حلقة ، والفص : مثلث الفاء كما ذكره
ابن مالك رحمه الله تعالى في مثلثه .
السابع : ما رواه الأربعة وصححه
nindex.php?page=showalam&ids=13053ابن حبان عن
nindex.php?page=showalam&ids=16423عبد الله بن بريدة عن أبيه وأخرجه
nindex.php?page=showalam&ids=14679الضياء في المختارة برجال الصحيح إلا
عبد الله بن مسلم المعروف بأبي طيبة قال الحافظ في التقريب : صدوق اتهم ، وعلى كل حال فالحديث حسن كما أشار إليه الحافظ في فتاويه عن
[ ص: 336 ] nindex.php?page=showalam&ids=134بريدة بن الحصيب ، واللفظ للأربعة
nindex.php?page=hadith&LINKID=664077أن رجلا جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم خاتم مشبه فقال : «ما لي أرى عليك ريح الأصنام ؟ » فطرحه ، ثم جاء ، وعليه خاتم من حديد ، فقال : «ما لي أرى عليك حلية أهل النار ؟ فقال : يا رسول الله من أي شيء أتخذه ؟ قال : «اتخذه من ورق ، ولا تتمه مثقالا فإن كان محفوظا حمل المنع على ما كان جديدا صرفا » .
وقد قال
التيفاشي في كتاب الأحجار :
خاتم الفولاذ مطردة للشياطين إذا كان عليه فضة ، فهذا يؤيد المغايرة في الحكم ، والأصل في النهي كونه للتحريم ، لأن الأصل في استعمال الفضة للرجال التحريم ، إلا ما رخص فيه ، فإذا حد فيه حد وجب الوقوف عنده ، وبقي ما عداه على الأصلي لكن قال الحافظ
العراقي في شرح
nindex.php?page=showalam&ids=13948الترمذي إن النهي في قوله : ولا تتمه مثقالا محمول على التنزيه ، فيكره أن يبلغ به وزن مثقال ، قال وفي رواية
nindex.php?page=showalam&ids=11998أبي داود عن
nindex.php?page=showalam&ids=14228الخطابي : ولا تتمه مثقالا ، ولا قيمة مثقال أولت هذه الزيادة أنه ربما وصف الخاتم بالنفاسة في صنعته إلا أن تكون قيمته قيمة مثقال فهو داخل في النهي أيضا انتهى .
وأفتى شيخ الإسلام
سراج الدين العبادي بأنه يجوز أن يبلغ به مثقالا ، وإن ما زاد عليه حرام ، وظاهر صنيع الشيخ
سراج الدين بن الملقن في شرح المنهاج يقتضيه .
وقال
الأزرقي : لم يتعرض أصحابنا رحمهم الله تعالى لمقدار الخاتم ، ولعلهم اكتفوا بالعرف فما خرج عنه كان إسرافا ، والصواب الضبط بما نص عليه في الحديث وليس في كلامهم ما يخالفه ، وقال
ابن العماد في التعقبات : وإذا جاز لبس الخاتم فشرطه أن لا يبلغ به مثقالا انتهى .
[ ص: 337 ]