سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد

الصالحي - محمد بن يوسف الصالحي الشامي

صفحة جزء
تنبيهات

الأول : قال الشيخ عبد الجليل القصري : إنما صبغ صلى الله عليه وسلم لأن النساء غالبا يكرهن الشيب ، ومن كره من رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا فقد كفر .

الثاني : اختلف العلماء رحمهم الله تعالى هل خضب النبي صلى الله عليه وسلم أم لا ؟ قال القاضي رحمه الله تعالى : الأكثرون - وهو مذهب مالك رحمه الله تعالى أنه لم يخضب وقال النووي : المختار أنه صبغ في وقت ، وتركه في معظم الأوقات ، فأخبر كل بما رأى ، وهو صادق ، قال : وهذا التأويل كالمتعين ، فحديث ابن عمر رضي الله تعالى عنهما في الصحيحين لا يمكن تركه ، ولا تأويل له قال الحافظ : والجمع بين حديث أبي رمثة وابن عمر ، وحديث أنس أن يحمل حديث أنس على غلبة الشيب ، حتى يحتاج إلى خضابه ، ولم يتفق أنه رآه ، وهو يخضب ويحمل حديث من أثبت الخضاب على أنه فعله ، لإرادة الجواز ، ولم يواظب عليه ، وأما ما رواه الحاكم عن عائشة [أنها] قالت : «ما شانه الله تعالى ببيضاء » المحمول على أن تلك الشعرات البيض لم يتغير بها شيء من حسنه صلى الله عليه وسلم ، وقد أنكر الإمام أحمد إنكار أنس ، وذكر حديث ابن عمر ، ووافق الإمام مالك أنسا في إنكار الخضاب ، وتأول ما ورد ، قلت : وفي التأويل بعد .

التالي السابق


الخدمات العلمية