ثم دخلت سنة اثنتين وتسعين وثلاثمائة
فمن الحوادث فيها :
[ثورة العوام بالنصارى ]
أن العوام ثاروا في يوم الاثنين سابع ربيع الآخر
بالنصارى ، فنهبوا البيعة بقطيعة الدقيق وأحرقوها ، فسقطت على جماعة من المسلمين رجالا وصبيانا ونساء فهلكوا .
وفي شعبان
قبض على الموفق أبي علي الحسن بن محمد بن إسماعيل وحمل إلى القلعة .
[عظمة الفتنة ببغداد وغلاء الأسعار ]
وفي رمضان عظمت الفتنة
ببغداد ، وكثرت العملات ، وانتشر الدعار .
[طلوع كوكب الذؤابة ]
وفي ليلة الأربعاء لثمان بقين من رمضان طلع كوكب الذؤابة .
وفي ليلة الاثنين ثالث ذي القعدة
انقض كوكب كضوء القمر ليلة التمام ، ومضى الضياء وبقي جرمه يتموج نحو ذراعين في ذراع برأي العين ، وتشقق بعد ساعة .
وفي يوم الثلاثاء الحادي عشر منه
تكامل دخول الخراسانية بغداد وعبروا بأسرهم إلى الجانب الغربي ، ثم توقفوا عن التوجه نحو البلاد لفساد الطريق وانتشار العرب ، وعادوا إلى بلادهم ، وبطل الحج من المشرق في هذه السنة .
وفي يوم الاثنين التاسع من ذي الحجة ، ولد
الأمير أبو الحسن وأبو علي [ ص: 33 ] الحسين ابنا
nindex.php?page=showalam&ids=15575بهاء الدولة توأمين ، فعاش
أبو الحسين بضع سنين ومات ، وبقي
أبو علي ، وملك الإمرة
بالحضرة ، فلقب
nindex.php?page=showalam&ids=17090مشرف الدولة .
وزاد أمر العيارين والفساد
ببغداد ، وكان فيهم من هو عباسي وعلوي ، فواصلوا العملات ، وأخذوا الأموال ، وقتلوا ، وأشرف الناس معهم على خطة صعبة فبعث
nindex.php?page=showalam&ids=15575بهاء الدولة عميد الجيوش
أبا علي بن أستاذ هرمز إلى
العراق ليدبر أمورها ، فدخلها يوم الثلاثاء سابع عشر ذي الحجة ، فزينت له
بغداد خوفا منه ، فكان يقرن بين العباسي والعلوي ويغرقهما نهارا ، وغرق جماعة من حواشي
الأتراك ، ومنع السنة
والشيعة من إظهار مذهب ، ونفى بعد ذلك
ابن المعلم فقيه
الشيعة عن البلد فقامت هيبته في النفوس .