[ ص: 313 ] فصل من لم يشكر الناس لا يشكر الله عن
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعا {
nindex.php?page=hadith&LINKID=31695لا يشكر الله من لا يشكر الناس } إسناد صحيح رواه
nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد وأبو داود والترمذي قال في النهاية : معناه أن الله تعالى لا يقبل شكر العبد على إحسانه إليه إذا كان العبد لا يشكر إحسان الناس ويكفر أمرهم ; لاتصال أحد الأمرين بالآخر ، وقيل معناه : أن من كان عادته وطبعه كفران نعمة الناس وترك شكره لهم كان من عادته كفر نعمة الله عز وجل وترك الشكر له ، وقيل معناه أن من لا يشكر الناس كان كمن لا يشكر الله عز وجل وأن شكره كما تقول لا يحبني من لا يحبك أي : أن محبتك مقرونة بمحبتي فمن أحبني يحبك ، ومن لا يحبك فكأنه لم يحبني .
وهذه الأقوال مبنية على رفع اسم الله عز وجل ونصبه .
وروى
nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد من حديث
nindex.php?page=showalam&ids=185الأشعث بن قيس مرفوعا مثل حديث
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة ورواه أيضا بلفظ آخر {
nindex.php?page=hadith&LINKID=10883إن أشكر الناس لله تعالى أشكرهم للناس } .
وعن
nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة رضي الله عنها مرفوعا {
nindex.php?page=hadith&LINKID=35284من أتى إليه معروف فليكافئ به فإن لم يستطع فليذكره فمن ذكره فقد شكره . } رواه
nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد .
وفي حديث آخر {
nindex.php?page=hadith&LINKID=13805الأمر بالمكافأة فإن لم يستطع فليدع له } رواه
أبو داود وغيره أظنه من حديث
nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر .
وعن
nindex.php?page=showalam&ids=111أسامة مرفوعا {
nindex.php?page=hadith&LINKID=36744من صنع إليه معروف فقال لفاعله : جزاك الله خيرا فقد أبلغ في الثناء } رواه
الترمذي . وقال : حسن صحيح غريب .
قال : قد روي عن
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله .
وقال
أبو داود : حدثنا
عبد الله بن الجراح حدثنا
جرير عن
nindex.php?page=showalam&ids=13726الأعمش عن
nindex.php?page=showalam&ids=12026أبي سفيان عن
nindex.php?page=showalam&ids=36جابر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم {
nindex.php?page=hadith&LINKID=118729قال : من أبلى بلاء فذكره فقد شكره وإن كتمه فقد كفره } ورواه أيضا بمعناه من طريق آخر وهو حديث حسن وهو
للترمذي وقال : غريب ولفظه {
nindex.php?page=hadith&LINKID=35585من أعطي عطاء فليجز به إن وجد وإن لم يجد فليثن به فإن من أثنى به فقد شكره ومن [ ص: 314 ] كتمه فقد كفره ، ومن تحلى بما لم يعط كان كلابس ثوبي زور }
أي : ذي زور وهو الذي يزور على الناس يتزيا بزي أهل الزهد رياء أو يظهر أن عليه ثوبين وليس عليه إلا ثوب واحد .
وعن
nindex.php?page=showalam&ids=114النعمان مرفوعا {
nindex.php?page=hadith&LINKID=37345من لم يشكر القليل لم يشكر الكثير ، ومن لم يشكر الناس لم يشكر الله عز وجل ، والتحدث بنعمة الله عز وجل شكر وتركها كفر ، والجماعة رحمة ، والفرقة عذاب } رواه
nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد ، وضعفه
ابن الجوزي بعد ذكره
الجراح بن مليح والد وكيع ، وأكثرهم قواه فهو حديث حسن .
وعن
nindex.php?page=showalam&ids=44أبي سعيد مرفوعا {
nindex.php?page=hadith&LINKID=37346من لم يشكر الناس لم يشكر الله عز وجل . } رواه
nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد والترمذي وحسنه .
وعن
nindex.php?page=showalam&ids=9أنس قال : {
nindex.php?page=hadith&LINKID=40932إن المهاجرين قالوا يا رسول الله ذهبت الأنصار بالأجر كله قال لا ما دعوتم الله عز وجل لهم وأثنيتم عليهم } رواه
أبو داود والترمذي قال "
مثنى بن جامع : إنه سمع
nindex.php?page=showalam&ids=12251أبا عبد الله أحمد بن حنبل يذكر عن
وهب بن منبه ترك المكافأة من التطفيف " وكذا قال غير
وهب من
السلف .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد في رواية
nindex.php?page=showalam&ids=15772حنبل في رجل له على رجل معروف وأياد ما أحسن أن يخبر بفعاله به ليشكره الناس ويدعون له قال النبي صلى الله عليه وسلم : {
nindex.php?page=hadith&LINKID=37265من لا يشكر الناس لا يشكر الله عز وجل } والله تبارك وتعالى يحب أن يشكر ويحمد ، والنبي صلى الله عليه وسلم أحب الشكر .
وفي الصحيحين أنه عليه السلام قال : {
nindex.php?page=hadith&LINKID=43561يا معشر النساء تصدقن وأكثرن الاستغفار فإني رأيتكن أكثر أهل النار فقالت امرأة منهن جزلة : وما لنا أكثر أهل النار ؟ قال : تكثرن اللعن وتكفرن العشير } جزلة بفتح الجيم وسكون الزاي أي : ذات عقل ورأي ، والجزالة : العقل والوقار فقد توعد على كفران العشير وهو في الأصل المعاشر والمراد هنا الزوج ، توعد على كفران العشير والإحسان بالنار ، فدل على أنه كبيرة على نص
nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد رحمه الله بخلاف اللعن فإنه قال : " تكثرن اللعن " والصغيرة تصير كبيرة بالكثرة .
nindex.php?page=showalam&ids=12251ولأحمد رضي الله عنه من حديث
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة {
nindex.php?page=hadith&LINKID=34157ما أنعم الله عز وجل على عبد نعمة إلا وهو يحب أن يرى أثرها عليه } أيضا بإسناد
[ ص: 315 ] ضعيف من حديث
معاذ بن أنس {
nindex.php?page=hadith&LINKID=6740أن لله تعالى عبادا لا يكلمهم يوم القيامة ولا يزكيهم ولا ينظر إليهم قيل من أولئك ؟ قال : متبر من والديه راغب عنهما متبر من ولده ورجل أنعم عليه قوم فكفر نعمتهم وتبرأ منهم } .
وقد روي عن
nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة رضي الله عنها قالت : {
قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : أنشديني شعر ابن العريض اليهودي حيث قال : إن الكريم فأنشدت :
إن الكريم إذا أراد وصالنا لم يلف حبلا واهيا رث القوى أرعى أمانته وأحفظ غيبه
جهدي فيأتي بعد ذلك ما أتى أجزيه أو أثني عليه فإن من
أثنى عليك بما فعلت فقد جزى
} قال
nindex.php?page=showalam&ids=13332ابن عبد البر : هذا الشعر ما يصح فيه إلا ما روي عن
nindex.php?page=showalam&ids=17245هشام بن عروة عن أبيه عن
nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة للعريض اليهودي وهو
العريض بن السموأل بن عاديا اليهودي من ولد الكاهن بن هارون ، شاعر ابن شاعر وأما أهل الأخبار فاختلفوا في قائله فقيل
لورقة بن نوفل وقيل
( لزهير بن جناب ) الكلبي وقيل
لعامر بن المجنون ، وقيل
لزيد بن عمرو بن نفيل ، ومنهم من قال إنها
لزيد بن عمرو ،
ولورقة بن نوفل البيتان ولم أذكرهما أنا هنا ، قال
nindex.php?page=showalam&ids=13332ابن عبد البر : والصحيح فيهما وفي الأبيات غيرهما أنهما
للعريض اليهودي والله أعلم .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=12526ابن أبي ليلى : أنشدني
الحسين بن عبد الرحمن :
لو كنت أعرف فوق الشكر منزلة أعلى من الشكر عند الله في الثمن
إذا منحتكها مني مهذبة حذوا على حذو ما أوليت من حسن
ومما أنشده الرياشي :
شكري كفعلك فانظر في عواقبه تعرف بفعلك ما عندي من الشكر
وقيل
nindex.php?page=showalam&ids=15992لسعيد بن جبير رضي الله عنه : المجوسي يوليني خيرا فأشكره قال : نعم وقال بعضهم :
[ ص: 316 ] إنني أثني بما أوليتني لم يضع حسن بلاء من شكر
إنني والله لا أكفركم أبدا ما صاح عصفور الشجر
وقال آخر :
فلو كان يستغني عن الشكر ماجد لعزة ملك أو علو مكان
لما ندب الله العباد لشكره فقال اشكروني أيها الثقلان
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=16673عمر بن عبد العزيز : ذكر النعم شكر .
وقال
جعفر بن محمد : من لم يشكر الجفوة لم يشكر النعمة ، كذا ذكره
nindex.php?page=showalam&ids=13332ابن عبد البر عنه فإن صح ففيه نظر ، قال الشاعر :
وما تخفى الصنيعة حيث كانت ولا الشكر الصحيح من السقيم
وقال
سليمان التميمي : إن الله عز وجل أنعم على عباده بقدر طاعتهم وكلفهم من الشكر بقدر طاقتهم ، فقالوا : كل شكر وإن قل : ثمن لكل نوال وإن جل .
وقال رجل من
قريش لأشعب : الطمع يا
أشعب ، أحسنت إليك فلم تشكر ، فقال : إن معروفك خرج من غير محتسب إلى غير شاكر ، وقالوا : لا تثق بشكر من تعطيه حتى تمنعه .
وقال
جعفر بن محمد رحمه الله : ما من شيء أسر إلي من يد أتبعها أخرى ; لأن منع الأواخر ، يقطع لسان شكر الأوائل . وذكر غير
nindex.php?page=showalam&ids=13332ابن عبد البر قول
ابن شبرمة : ما أعرفني بجيد الشعر :
أولئك قوم إن بنوا أحسنوا البنا وإن عاهدوا أوفوا وإن عقدوا شدوا
وإن كانت النعماء فيهم جزوا بها وإن أنعموا لا كدروها ولا كدوا
وإن قال مولاهم على حمل حادث من الأمر ردوا فضل أحلامكم ردوا
[ ص: 317 ] وسأل
حماد بن سلمة الأصمعي كيف تنشد هذا البيت يعني البيت الأول فأنشده وقال : البناء بكسر الباء ، فرد عليه : البنا بضم الباء .
وقال : إن القوم إنما بنوا المكارم لا اللبن والطين ، وذكر غير واحد كسر الباء وضمها ، فالكسر جمع بنية نحو كسرة وكسر ، والضم جمع بنية نحو ظلمة وظلم ، قالوا : وكان
nindex.php?page=showalam&ids=15744حماد بن سلمة رأى الضم لئلا يشتبه بالبناء بمعنى العمارة باللبن والطين والله سبحانه أعلم .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=13615ابن هبيرة الوزير الحنبلي رحمه الله تعالى : إنما يبالغ في التوسل إلى البخيل لا إلى الكريم كما قال
nindex.php?page=showalam&ids=12734ابن الرومي :
وإذا امرؤ مدح امرأ لنواله وأطال فيه فقد أسر هجاءه
لو لم يقدر فيه بعد المستقى عند الورود لما أطال رشاءه
.